١٤١٧ - السَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم قَالَ: كتب عبد الْملك إِلَى الْحجَّاج أَلا يُخَالف ابْن عمر فِي الْحَج، فجَاء ابْن عمر وَأَنا مَعَه يَوْم عَرَفَة حِين مَالَتْ الشَّمْس، فصاح عِنْد سرادق الْحجَّاج، فَخرج وَعَلِيهِ ملحفة معصفرة، فَقَالَ: مَا لَك يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن؟ فَقَالَ: الرواح إِن كنت تُرِيدُ السّنة؟ قَالَ: هَذِه السَّاعَة؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فانتظرني حَتَّى أفيض على رَأْسِي ثمَّ أخرج، فَنزل حَتَّى خرج الْحجَّاج، فَسَار بيني وَبَين أبي، فَقلت: إِن كنت تُرِيدُ السّنة فاقصر الْخطْبَة، وَعجل الْوُقُوف، فَجعل ينظر إِلَى عبد الله، فَلَمَّا رأى ذَلِك عبد الله قَالَ: صدق.
وَأخرجه تَعْلِيقا من حَدِيث اللَّيْث عَن عقيل عَن ابْن شهَاب عَن سَالم:
أَن الْحجَّاج عَام نزل بِابْن الزبير، سَأَلَ عبد الله: كَيفَ تصنع فِي الْموقف يَوْم عَرَفَة؟ فَقَالَ سَالم: إِن كنت تُرِيدُ السّنة فَهجر بِالصَّلَاةِ يَوْم عَرَفَة. فَقَالَ عبد الله بن عمر: صدق، إِنَّهُم كَانُوا يجمعُونَ بَين الظّهْر وَالْعصر فِي السّنة، فَقلت لسالم: أفعل ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ سَالم: وَهل يتبعُون فِي ذَلِك إِلَّا سنته! .
١٤١٨ - الثَّامِن: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر، وَعَن ابْن طَاوس عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن ابْن عمر قَالَ: دخلت على حَفْصَة، ونوساتها تنطف، قلت: قد كَانَ من أَمر النَّاس مَا تَرين، فَم يَجْعَل لي من الْأَمر شيءٌ. فَقَالَ: الْحق، فَإِنَّهُم ينتظرونك، وأخشى أَن يكون فِي احتباسك عَنْهُم فرقةٌ، فَلم تَدعه حَتَّى ذهب. فَلَمَّا تفرق النَّاس خطب مُعَاوِيَة فَقَالَ: من كَانَ يُرِيد أَن يتَكَلَّم فِي هَذَا الْأَمر فليطلع لنا قرنه، فلنحن أَحَق بِهِ مِنْهُ وَمن أَبِيه. قَالَ حبيب بن مسلمة: فَهَلا أَجَبْته؟ قَالَ عبد الله: فحللت حبوتي، وهممت أَن أَقُول: أَحَق بِهَذَا الْأَمر مِنْك من قَاتلك وأباك على الْإِسْلَام، فَخَشِيت أَن أَقُول كلمة تفرق بَين الْجَمِيع، وتسفك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute