للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٧٢ - الْخَمْسُونَ: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من لكعب ابْن الْأَشْرَف؟ فَإِنَّهُ قد آذَى الله وَرَسُوله " قَالَ مُحَمَّد بن مسلمة: أَتُحِبُّ أَن أَقتلهُ؟ قَالَ: " نعم ". قَالَ: ائْذَنْ لي فلأقل. قَالَ: " قل ". فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ، وَذكر مَا بَينهم، وَقَالَ: إِن هَذَا الرجل قد أَرَادَ الصَّدَقَة، وَقد عنانا. فَلَمَّا سَمعه قَالَ: وَأَيْضًا وَالله لتملنه. قَالَ: إِنَّا قد اتبعناه الْآن، ونكره أَن ندعه حَتَّى نَنْظُر إِلَى أَي شَيْء يصير أمره. قَالَ: وَقد أردْت أَن تسلفني سلفا. قَالَ: فَمَا ترهنني؟ ترهنني نساءكم؟ قَالَ: أَنْت أجمل الْعَرَب، أنرهنك نِسَاءَنَا؟ قَالَ لَهُ: ترهنوني أَوْلَادكُم؟ قَالَ: يسب ابْن أَحَدنَا فَيُقَال: رهن فِي وسقين من تمرٍ، وَلَكِن نرهنك اللأمة - يَعْنِي السِّلَاح. قَالَ: فَنعم. وواعده أَن يَأْتِيهِ بِالْحَارِثِ وَأبي عِيسَى بن جبر وَعباد بن بشر، قَالَ: فَجَاءُوا فَدَعوهُ لَيْلًا، فَنزل إِلَيْهِم. قَالَ سُفْيَان: قَالَ غير عَمْرو: وَقَالَت لَهُ امْرَأَته: إِنِّي لأسْمع صَوتا كَأَنَّهُ صَوت دم. قَالَ: إِنَّمَا هَذَا مُحَمَّد ورضيعه أَبُو نائلة، إِن الْكَرِيم لَو دعِي إِلَى طعنه لَيْلًا لأجاب. قَالَ مُحَمَّد: إِنِّي إِذا جَاءَ فَسَوف أمد يَدي إِلَى رَأسه، فَإِذا اسْتَمْكَنت مِنْهُ فدونكم، قَالَ: فَلَمَّا نزل وَهُوَ متوشحٌ فَقَالُوا: نجد مِنْك ريح الطّيب؟ قَالَ: نعم، تحتي فلانةٌ، أعطر نسَاء الْعَرَب. قَالَ: فتأذن لي أَن أَشمّ مِنْهُ؟ قَالَ: نعم، فشم، فَتَنَاول فشم ثمَّ قَالَ: أتأذن لي أَن أَعُود قَالَ: فاستمكن مِنْهُ، ثمَّ قَالَ: دونكم فَقَتَلُوهُ.

وَفِي حَدِيث عَليّ بن عبد الله عَن سُفْيَان نَحوه. وَفِيه: إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بن مسلمة، ورضيعي أَبُو نائلة. وَقَالَ فِي آخِره: فَقَتَلُوهُ، ثمَّ أَتَوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأخبروه.

قَالَ: وَقد جَاءَ مُحَمَّد بن مسلمة مَعَه برجلَيْن. قيل لِسُفْيَان: سماهم عَمْرو؟ قَالَ: سمى بَعضهم، قَالَ عَمْرو: جَاءَ مَعَهم برجلَيْن، وَقَالَ غير عَمْرو: أَبُو عِيسَى بن حبر، والْحَارث بن أَوْس، وَعباد بن بشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>