وَأخرجه من حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن أبي الزبير عَن جَابر فِي عقب حَدِيث أبي خَيْثَمَة وَقَالَ:
عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا الْمَعْنى. وَفِيه: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كل عاملٍ ميسرٌ لعمله " كَذَا قَالَ مُسلم، أدرجه على مَا قبله، وَلم يذكر لَفظه.
وَحكى أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي انه قَالَ:
يَا رَسُول الله، أنعمل فِي أمرٍ قد فرغ مِنْهُ أم نستأنف؟ فَقَالَ:" لأمر قد فرغ مِنْهُ " فَقَالَ سراقَة: فَفِيمَ الْعَمَل؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:" كل عَامل ميسرٌ لعمله ". وَهَكَذَا أخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور من حَدِيث أبي وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث كَمَا حكى أَبُو مَسْعُود من لفظ الحَدِيث. زَاد أَبُو مَسْعُود فِي أول حَدِيث أبي خَيْثَمَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: جَاءَ سراقَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله، بَين لنا ديننَا كأننا خلقنَا الْآن، أَرَأَيْت عُمْرَتنَا هَذِه: ألعامنا هَذَا أَو لِلْأَبَد؟ قَالَ:" بل لِلْأَبَد ". قَالَ: يَا رَسُول الله، فَبين لنا ديننَا كأننا خلقنَا الْآن، فيمَ الْعَمَل الْيَوْم؟ قَالَ: وَذكر الحَدِيث. ثمَّ قَالَ أَبُو مَسْعُود: رَوَاهُ مُسلم فِي " الْقدر " عَن أَحْمد وَيحيى - يعْنى أَحْمد بن يُونُس وَيحيى بن يحيى النَّيْسَابُورِي. والْحَدِيث فِي كتاب مُسلم فِي أَحَادِيث " الْقدر " عَن أَحْمد وَيحيى كَمَا قَالَ، وَلَيْسَ فِيهِ هَذِه الزِّيَادَة، فِي الْعمرَة، والْحَدِيث أطول من هَذَا، وَإِنَّمَا أخرج مُسلم مَا أَرَادَ فِي أَبْوَاب " الْقدر ".
وَأخرج مِنْهُ أَيْضا طرفا فِي آخر " الْحَج " وَقد أوردهُ بِطُولِهِ أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث أبي خَيْثَمَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ:
خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مهلين بِالْحَجِّ، ومعنا النِّسَاء والولدان، فَلَمَّا قدمنَا مَكَّة طفنا بِالْبَيْتِ وَبَين الصَّفَا والمروة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:" من لم يكن مَعَه هديٌ فليحلل " فَقُلْنَا: أَي الْحل؟ فَقَالَ:" الْحل كُله ". فَلَمَّا كَانَ يَوْم التَّرويَة أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ، وكفانا