للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتحت الجزيرة على يد عياض بن غنم بن زهير ابن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن أهيب " بن ضبة " ابن الحارث بن فهر.

كتب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى سعد بن أبي وقاص: إن الله تبارك وتعالى فتح على المسلمين الشام والعراق فابعث من قبلك جندا من العراق إلى الجزيرة، وأمر عليه خالد بن عرفطة، أو هاشم ابن عتبة، أو عياض بن غنم. فلما انتهى إليه كتاب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: ما أخر أمير المؤمنين عياض بن غنم إلا أنه له فيه رأي أن أوليه، وأنا موليه، فبعثه وبعث معه جيشا، فيه أبو موسى الأشعري وابنه عمر بن سعد، وهو غلام حدث السن، وعثمان بن أبي العاص بن بشر الثقفي، وذلك في سنة تسع عشرة.

فخرج عياض إلى الجزيرة، فنزل بجنده على الرها فصالحه أهلها على الجزيرة.

وصالحت حران حين صالحت الرها على مثل ذلك.

وقرأت في تاريخ ابن الأثير قال: وكان فتح الجزيرة في سنة سبع عشرة على يد عياض بن غنم " الربعي ".

ذكر من ولي الجزيرة

بمجموعها من الأمراء والوزراء إلى حين تفرقت بلادها

ولي عليها عياض بن غنم إلى أن توفي في سنة عشرين. فولى عليها عمر بن الخطاب، - رضي الله عنه -: حبيب بن مسلمة على عجم الجزيرة وحربها.

والوليد بن عقبة على عربها.

ولم يزل الوليد أميراً عليها إلى أن عزله عمر - رضي الله عنه - وولى: فرات بن حيان وهند بن عرو.

ولم يزل حبيب بن مسلمة أميرا إلى أن صرفه عمر في آخر سنة إحدى وعشرين.

وولى عليه وعلى قنسرين وحمص عمير بن سعد ولم يزل عمير والياً عليهما إلى أن توفي عمر - رضي الله عنه - لسبع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين.

وولي الخلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فأقر عميرا على إمرته، فأصابه مرض، فاستأذن عثمان في الرجوع إلى أهله، فأذن له.

وجمع لمعاوية بين الشام والجزيرة ولك في سنة ست وعشرين. فولى معاوية الجزيرة حبيب بن مسلمة بن مالك وحمص وقنسرين. ثم عزله عن الجزيرة وولى عليه الضحاك بن قيس الفهري. ولم يزل واليا عليها إلى أن قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وولي - عليه السلام - الخلافة.

فولى على الجزيرة الأشتر النخعي واسمه مالك فسار إليها، فلقيه الضحاك فاقتتلا بين حران والرقة بمكان يقال له: المرج إلى وقت المساء.

وبلغ ذلك معاوية فأمد الضحاك بعبد الرحمن بن خالد بن الوليد في خيل عظيمة، فبلغ ذلك الأشتر فانصرف إلى الموصل، وأقام بها يقاتل من أتاه من أجناد معاوية.

ثم كانت وقعة صفين وانجلت عن أمر الحكمين فولى علي - عليه السلام - على الجزيرة شبيب بن عباس.

وقتل عليٌ - عليه السلام - في شهر رمضان سنة أربعين. وولي الحسن ولده، وصالح معاوية في أوائل سنة إحدى وأربعين، واستقل بالإمرة، فولى من قبله النعمان بن بشير لجزيرة الشام. ودامت ولايته إلى أن توفي معاوية في سنة ستين من الهجرة.

وصار الأمر بعده لولده يزيد، فأقر النعمان على ولايته، ثم عزله في سنة اثنتين وستين.

وولى أبا خالد سعد بن مالك بن بحدل الكلبي ثم عزله بزفر بن الحارث الكلاني، ولم يزل إلى أن مات يزيد في سنة أربع وستين.

وولي بعده ولده معاوية فأقر زفر على ولايته.

ومات معاوية في شهر ربيع الأول من السنة. وولي مروان ابن الحكم فاستمر زفر بن الحارث فدعا لعبد الله بن الزبير على منابر قنسرين، والجزيرة، فندب إليه عبيد الله بن زياد لمحاربته لأنه كان قد خرج من البصرة وعقد البيعة فتوجه عبيد الله بن زياد وطرد زفر من قنسرين إلى الجزيرة وولي عليها.

وتوفي مروان في شهر رمضان سنة خمس وستين.

<<  <   >  >>