ومدرسة أنشأها فخر الدين عثمان المعروف بابن الفقاعي لمذهب الشافعي.
وبها ما يناهز مائتي مسجد.
وبها من الحمامات: - حمام القاضي - إلى جانب الجامع -.
- وتحت القصر: - حمام سعيد.
- وحمام العقبة.
- وحمام الحطابين.
- وحمام الأزج.
- والحمام الجديد.
- وحمام خزيمة، أنشاها ابن الفقاعي.
وبالمحدثة، خارج البلد، حمامان.
وبالربض حمامان: - حمام حنباص.
- وحمام جوزة.
عرض هذه البلد ثمان وثلاثون درجة، وطولها سبع وسبعون درجة وثلث.
طالعها السرطان وقيل: الجوزاء. وصاحب الساعة الزهرة.
[ذكر من فتح ميافارقين آمد ووليهما]
" لم تزل الجزيرة وديار ربيعة وديار مضر وديار بكر منذ صدر الإسلام يليها وال واحد، وتارة تنفرد ديار ربيعة، وتارة تنفرد ديار مضر، وتارة تنفرد ديار بكر.
وأن آمد وميارفارقين وماردين وأرزن وما أضيف إليها من الحصون لم تزل في أكثر الأوقات ولاية واحدة، خصوصا آمد، وميافارقين فإنهما لم ينفردا، فلذلك جمعنا بينهما.
ذكر أحمد بن يوسف بن علي بن الأزرق - صاحب تاريخ ميافارقين وآمد - " أن كسرى قباذ بن فيروز، وهو التاسع عشر من ملوك الفرس ".
وكان ملكا جبارا غزا ديار بكر، وديار ربيعة، وفتحها بأسرها من آمد وميافارقين ودارا ونصيبين والرحة، وغيرها. وسبى أهلها. واستمرت في يده مع غيرها من البلاد ثم من بعده في يد ولده عرمز ".
" ثم في يد ولده بلاس كذلك " إلى أن بلغت كسرى أبرويز. وكان ملكا عادلا فطنعت فيه ملوك الروم فخرج ملك الروم وهو هرقل - صاحب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وغزا هذه البلاد وملكها بأسرها، وبقيت تحت حكمه، وذلك في السنة الحادية عشرة من ولاية كسرى هرمز بن أنو شروان العادل.
وبقيت في يد الروم إلى سنة ثماني عشرة للهجرة في خلافة عمر - رضي الله عنه -.
قيل: إن عمر - رضي الله عنه - لما جهز العساكر وأنفذها إلى الشام كان يوم اليرموك في سنة خمس عشرة للهجرة، وكسر عرقل - ملك الروم -.
وأمير الجيش أبو عبيدة بن الجراح، ولم يزل يفتح موضعا موضعا إلى سنة ثماني عشرة.
وأمر عياض بن غنم على بعض الجيش، فقصد الجزيرة فدخلها وفتحها موضعا موضعا. وكان على ميسرته خالد بن الوليد ووضمّ إليه ثلاثة آلاف فارس، وجعل رأسهم الأشتر النخعي، وأمرهما بالمسير إلى آمد وميافارقين. فلما وصلاها ورأيا سور آمد وميافارقين. فلما وصلاها ورأيا سور آمد جزعا وتقطعا. وكان بآمد عشرون ألفا من الروم، فوقع الخلف بينهم، واقتتلوا قتالا شديدا.
وقيل: " وفتحها عنوة، وذاك أن رجلا من المسلمين رأى كلبا خارجا من مخرج الماء، فدار ساعة وعاد دخل إلى البلد، فتبعه الرجل ودخل خلفه فانتهى إلى داخل البلد، فعاد خرج، وأعلم خالدا بذلك.
فلما كان الليل دخل الرجل ودخل معه خالد وجماعة من المسلمين وصاحوا بالناس، وملكوه عنوة.
وقيل: بل صالحه بطريقها، وخرج إليه، وحمل له خمسين ألف دينار، وجعل على كل محتلم أربعة دنانير، وقيل دينارين، وقفيزين حنطة، ومد زيت، ومدّ خلّ، ومدّ عسل، وكل من عبر بها من المسلمين يضاف ثلاثة أيام. وجعل بها مسلحة للمسلمين ".
[ذكر من ولي ديار بكر بأسرها ومن ولي منها مكانا بمفرده]
لم يزل عياض بن غنم ونوابة عليها إلى أن توفي في سنة عشرين. فولىّ عليها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حبيب بن مسلمة على عجم الجزيرة وحربها. وعلى عربها الوليد ابن عقبة، فلم يزل أميرا عليها إلى أن عوله عمر - رضي الله عنه -.
وولىّ فرات بن حيان، وهند بن عمرو.
ولم يزل حبيب بن مسلمة أميرا على عجم الجزيرة إلى أن أصرفه عمر في آخر سنة إحدى وعشرين.
وولىّ عليها وعلى قنسرين وحمص عمير بن سعد. ولم يزل عمير واليا عليها إلى أن توفي عمر - رضي الله عنه - لسبع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين.
وولي الخلافة عثمان - رضي الله عنه - فأقر عميرا على إمرته، فأصابه مرض فاستأذن عثمان في الرجوع إلى أهله فأذن له.
وجمع لمعاوية بن الشام والجزيرة وذلك في سنة ست وعشرين.
فولىّ معاوية الجزيرة حبيب بن مسلمة بن مالك ثم عزله عن الجزيرة.
وولى عليها الضحاك بن قيس الفهري. ولم يزل واليا عليها إلى أن قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين.