للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْحَوَادِثِ وَالتَّغَيُّرِ وَالْآفَاتِ: (" وَمِنْكَ السَّلَامُ ") ، أَيْ: مِنْكَ يُرْجَى وَيُسْتَوْهَبُ وَيُسْتَفَادُ، قَالَ الطِّيبِيُّ: وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ السَّلَامُ، أَنْتَ: السَّلَامُ مِنْكَ بَدْؤُهُ وَإِلَيْكَ عَوْدُهُ فِي حَالَتَيِ الْإِيجَادِ وَالْإِعْدَامِ، وَأَرَادَ أَنَّ قَوْلَهُ: مِنْكَ السَّلَامُ وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ السَّلَامُ وَارِدٌ مَوْرِدَ الْبَيَانِ ; لِقَوْلِهِ: أَنْتَ السَّلَامُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَوْصُوفَ بِالسَّلَامَةِ فِيمَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ لِمَا كَانَ هُوَ الذِّكْرَ تَعْرِضُهُ الْآفَةُ، وَهَذَا لِمَا لَا يُتَصَوَّرُ فِي صِفَاتِهِ تَعَالَى، فَهُوَ السَّلَامُ، بِمَعْنَى الَّذِي يُعْطِي السَّلَامَةَ وَيَمْنَعُهَا، وَقِيلَ: الْقَرِينَةُ الْأَخِيرَةُ أَعْنِي: وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ السَّلَامُ مَا وَجَدْنَاهَا فِي الرِّوَايَاتِ اهـ.

قَالَ الشَّيْخُ الْجَزَرِيُّ فِي تَصْحِيحِ الْمَصَابِيحِ: وَأَمَّا مَا يُزَادُ بَعْدَ قَوْلِهِ: وَمِنْكَ السَّلَامُ مِنْ نَحْوِ وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ السَّلَامُ فَحَيِّنَا رَبَّنَا بِالسَّلَامِ وَأَدْخِلْنَا دَارَكَ دَارَ السَّلَامِ - فَلَا أَصْلَ لَهُ بَلْ مُخْتَلَقُ بَعْضِ الْقُصَّاصِ، (" تَبَارَكْتَ ") ، أَيْ: تَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا، أَوْ تَعَالَتْ صِفَاتُكَ عَنْ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ، (" يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ") ، أَيْ: يَا مُسْتَحَقَّ الْجَلَالِ وَهُوَ الْعَظَمَةُ، وَقِيلَ: الْجَلَالُ التَّنَزُّهُ عَمَّا لَا يَلِيقُ، وَقِيلَ: الْجَلَالُ لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا لِلَّهِ، وَالْإِكْرَامُ: الْإِحْسَانُ، وَقِيلَ: الْمُكْرِمُ لِأَوْلِيَائِهِ بِالْإِنْعَامِ عَلَيْهِمْ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>