١٣٩٧ - (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " «مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ ; فَهُوَ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا، وَالَّذِي يَقُولُ لَهُ: أَنْصِتْ. لَيْسَ لَهُ جُمُعَةٌ» ") . (رَوَاهُ أَحْمَدُ) .
ــ
١٣٩٧ - (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ) أَيْ: بِغَيْرِ مَشْرُوعٍ قَالَهُ ابْنُ حَجَرٍ، وَظَاهِرُ الْحَدِيثِ الْإِطْلَاقُ الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ، نَعَمْ جَوَّزَ أَحْمَدُ وَبَعْضُ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ الذِّكْرَ إِذَا كَانَ لَا يَسْمَعُ الْخُطْبَةَ (وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ) أَيْ: وَهُوَ يَعْلَمُ كُرْهَةَ الْكَلَامِ أَوْ حُرْمَتَهُ عَلَى مَا ذَكَرَهُ ابْنُ حَجَرٍ، وَهَذَا لِأَجْلِ قَوْلِهِ (فَهُوَ كَمَثَلِ الْحِمَارِ) أَيْ: صِفَتُهُ كَصِفَتِهِ، أَوْ مَثَلُهُ الْغَرِيبُ الشَّانِ كَمَثَلِ الْحِمَارِ (يَحْمِلُ) : صِفَةٌ أَوْ حَالٌ (أَسْفَارًا) أَيْ: كُتُبًا كِبَارًا مِنْ كُتُبِ الْعِلْمِ. قَالَ الطِّيبِيُّ: شَبَّهَ الْمُتَكَلِّمَ الْعَارِفَ بِأَنَّ التَّكَلُّمَ حَرَامٌ بِالْحِمَارِ الَّذِي يَحْمِلُ أَسْفَارًا مِنَ الْحِكَمِ وَهُوَ يَمْشِي وَلَا يَدْرِي مَا عَلَيْهِ (وَالَّذِي يَقُولُ) أَيْ بِالْعِبَارَةِ لَا بِالْإِشَارَةِ (لَهُ) أَيْ: لِهَذَا الْمُشَبَّهِ بِالْحِمَارِ (أَنْصِتْ) أَيِ: اسْكُتْ مَعَ أَنَّهُ أَنْكَرُ الْأَصْوَاتِ، وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ: أَيْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْصِدَ بِهِ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ كَانَ قَوْلُهُ لَهُ ذَلِكَ مَانِعًا لِغَيْرِهِ مِنَ الِاسْتِمَاعِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ وَالْجَهْرِ فَهُوَ مُخَالِفٌ لِظَاهِرِ الْحَدِيثِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: وَإِنَّمَا حَمَلْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ لِلْأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى جَوَازِ الْكَلَامِ، سَمِعَ الْخَطِيبَ، أَوْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهَا خَبَرُ الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَ الْمَالُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَدَعَا، وَخَبَرُ الْبَيْهَقِيِّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَئِذٍ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَأَوْمَأَ النَّاسُ إِلَيْهِ بِالسُّكُوتِ فَلَمْ يَقْبَلْ، فَأَعَادَ الْكَلَامَ فَأَعَادُوا، ثُمَّ أَعَادَ فَأَعَادُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَعْدَدْتَ لَهَا. قَالَ: حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ: إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ فَمَدْفُوعُ الدَّلَالَةِ عَلَى مَقْصُودِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute