للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(الْوَالِي) : أَيِ الَّذِي تَوَلَّى الْأُمُورَ وَحَكَمَهَا بِالْأَحْزَانِ وَالسُّرُورِ.

(الْمُتَعَالِي) : بِمَعْنَى الْعَلِيِّ بِنَوْعٍ مِنَ الْمُبَالَغَةِ، وَقِيلَ: الْبَالِغُ فِي الْعُلُوِّ، وَالْمُرْتَفِعُ عَنِ النَّقَائِصِ.

(الْبَرُّ) : أَيِ الْمُحْسِنُ الْبَالِغُ فِي الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ. قَالَ الْقُشَيْرِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: مَنْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى بَارًّا بِهِ عَصَمَ عَنِ الْمُخَالَفَةِ نَفْسَهُ، وَأَدَامَ بِفُنُونِ اللَّطَائِفِ أُنْسَهُ، وَطَيَّبَ فُؤَادَهُ، وَحَصَّلَ مُرَادَهُ وَجَعَلَ التَّقْوَى زَادَهُ، وَأَغْنَاهُ عَنْ إِشْكَالِهِ بِإِفْضَالِهِ، وَحَمَاهُ عَنْ مُخَالَفَتِهِ بِيُمْنِ إِقْبَالِهِ، فَهُوَ مَلِكٌ لَا يَسْتَظْهِرُ بِجَيْشٍ وَعَدَدٍ، وَغِنَيٌّ لَا يَتَمَوَّلُ بِمَالٍ وَعَدَدٍ، وَفِي الْحِكَمِ: مَتَى أَعْطَاكَ أَشْهَدَكَ بِرَّهُ، وَمَتَى مَنَعَكَ أَشْهَدَكَ قَهْرَهُ، فَهُوَ فِي كُلِّ ذَلِكَ يَتَعَرَّفُ إِلَيْكَ، وَيُقْبِلُ بِوُجُودِ لُطْفِهِ عَلَيْكَ.

(التَّوَّابُ) : أَيِ: الَّذِي يَرْجِعُ بِالْإِنْعَامِ عَلَى كُلِّ مُذْنِبٍ رَجَعَ إِلَى الْتِزَامِ الطَّاعَةِ، بِقَبُولِ تَوْبَتِهِ مِنَ التَّوْبِ وَهُوَ الرُّجُوعُ. وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُيَسِّرُ لِلْمُذْنِبِينَ أَسَاسَ التَّوْبَةِ، وَيُوَفِّقُهُمْ لَهَا، فَسُمِّيَ الْمُسَبِّبُ لِلشَّيْءِ بِاسْمِ الْمُبَاشِرِ لَهُ. وَقِيلَ: الَّذِي يَقْبَلُ تَوْبَةَ عِبَادِهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، وَمِنْ حَظِّ الْعَبْدِ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ وَاثِقًا بِقَبُولِ التَّوْبَةِ، غَيْرَ آيِسٍ مِنْ زَوَالِ الرَّحْمَةِ، وَيَصْفَحُ عَنِ الْمُجْرِمِينَ، وَيَقْبَلُ عُذْرَ الْمُتَعَذِّرِينَ. قَالَ الْقُشَيْرِيُّ: تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَى الْعَبْدِ تَوْفِيقُهُ لِلتَّوْبَةِ، فَإِذَنِ ابْتِدَاءُ التَّوْبَةِ وَأَصْلُهَا مِنَ اللَّهِ، وَكَذَلِكَ إِتْمَامُهَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَنِظَامُهَا بِاللَّهِ نِظَامُهَا فِي الْحَالِ، وَتَمَامُهَا فِي الْمَآلِ. وَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَى الْعَبْدِ مَتَى كَانَ لِلْعَبْدِ تَوْبَةٌ. قَالَ تَعَالَى: {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} [التوبة: ١١٨] .

(الْمُنْتَقِمُ) : أَيِ: الْمُعَاقِبُ لِلْعُصَاةِ عَلَى مَكْرُوهَاتِ أَفْعَالِهِمُ، افْتِعَالٌ مِنْ نَقِمَ الشَّيْءَ: إِذَا كَرِهَهُ غَايَةَ الْكَرَاهَةِ وَهُوَ لَا يُحْمَدُ مِنَ الْعَبْدِ إِلَّا إِذَا كَانَ انْتِقَامُهُ لِلَّهِ، وَمِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ، وَأَحَقُّ أَعْدَاءٍ بِالِانْتِقَامِ نَفْسُهُ، فَيَنْتَقِمُ مِنْهَا مَهْمَا قَارَفَتْ مَعْصِيَةً أَوْ تَرَكَتْ طَاعَةً، بِأَنْ يُكَلِّفَهَا خِلَافَ مَا حَمَلَهَا عَلَيْهِ.

(الْعَفُوُّ) : فَعَوْلٌ مِنَ الْعَفْوِ، وَهُوَ الَّذِي يَمْحُو السَّيِّئَاتِ وَيَتَجَاوَزُ عَنِ الْمَعَاصِي، وَهُوَ أَبْلَغُ مِنَ الْغَفُورِ لِأَنَّ الْغُفْرَانَ يُنْبِئُ عَنِ السِّتْرِ، وَالْعَفُوُّ يُنْبِئُ، عَنِ الْمَحْوِ، وَأَصْلُ الْعَفْوِ الْقَصْدُ لِتَنَاوُلِ الشَّيْءِ، سُمِّيَ بِهِ الْمَحْوُ لِأَنَّهُ قَصْدٌ لِإِزَالَةِ الْمَمْحُوِّ. قَالَ الْقُشَيْرِيُّ: مَنْ عَرَفَ أَنَّهُ تَعَالَى عَفُوٌ طَلَبَ عَفْوَهُ، وَمَنْ طَلَبَ عَفْوَهُ تَجَاوَزَ عَنْ خَلْقِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بِذَلِكَ أَدَّبَهُمْ وَإِلَيْهِ نَدَبَهُمْ بِقَوْلِهِ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: ٢٢] .

(الرَّءُوفُ) : أَيْ: ذُو الرَّأْفَةِ، وَهِيَ شِدَّةُ الرَّحْمَةِ، وَهُوَ أَبْلَغُ مِنَ الرَّحِيمِ بِمَرْتَبَةٍ، وَمِنَ الرَّاحِمِ بِمَرْتَبَتَيْنِ، كَذَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ. وَصَحَّفَ ابْنُ حَجَرٍ الرَّاحِمَ بِالرَّحْمَنِ، وَاعْتَرَضَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: وَهُوَ عَجِيبٌ مِنَ الشَّارِحِ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَأْتِي عَلَى أَنَّ الرَّحِيمَ أَبْلَغُ مِنَ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ قَوْلٌ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ. حُكِيَ أَنَّ إِنْسَانًا تَجَنَّبَ عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى جَارٍ لَهُ مَاتَ لِكَوْنِهِ كَانَ شِرِّيرًا، فَرُئِيَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي وَقَالَ: قُلْ لِفُلَانٍ: {لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذَا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} [الإسراء: ١٠٠] .

(مَالِكُ الْمُلْكِ) : هُوَ الَّذِي يُنْفِذُ مَشِيئَتَهُ فِي مُلْكِهِ، وَيُجْرِي الْأُمُورَ فِيهِ عَلَى مَا يَشَاءُ إِيجَادًا وَإِعْدَامًا وَإِبْقَاءً وَفَنَاءً، لَا مَرَدَّ لِقَضَائِهِ وَلَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ. قَالَ الشَّاذِلِيُّ: قِفْ بِبَابٍ وَاحِدٍ لِيُفْتَحَ لَكَ الْأَبْوَابُ، وَاخْضَعْ لِمَلِكٍ وَاحِدٍ لِيُخْضِعَ لَكَ الرِّقَابَ، قَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} [الحجر: ٢١] .

(ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) : قِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا شَرَفَ وَلَا كَمَالَ إِلَّا وَهُوَ لَهُ، وَلَا كَرَامَةَ وَلَا مَكْرُمَةَ إِلَّا وَهِيَ مِنْهُ، فَالْجَلَالُ فِي ذَاتِهِ، وَالْإِكْرَامُ مِنْهُ فَائِضٌ عَلَى مَخْلُوقَاتِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: " «أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» ". قِيلَ: لِأَنَّهُ الِاسْمُ الْأَعْظَمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ.

(الْمُقْسِطُ) : يُقَالُ: قَسَطَ: إِذَا جَارَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن: ١٥] وَأَقْسَطَ: إِذَا عَدَلَ وَأَزَالَ الْجَوْرَ، فَهُوَ الَّذِي يَنْتَصِفُ لِلْمَظْلُومِينَ مِنَ الظَّالِمِينَ، وَيَدْفَعُ بَأْسَ الظَّلَمَةِ عَنِ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة: ٤٢] وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} [الرحمن: ٩] أَيْ: بِالْعَدْلِ، فَهُوَ اسْمُ مَصْدَرٍ لِأَقْسَطَ لَا مَصْدَرٌ لِقَسَطَ لِتَضَادِّ مَعْنَيْهِمَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>