للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤٠٨ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَاغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ) » . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مَعَ اخْتِلَافٍ يَسِيرٍ.

ــ

٢٤٠٨ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ) وَفِي الْحِصْنِ يَقُولُ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ) زِيدَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِ مُسْلِمٍ لَفْظَةُ السَّبْعِ (وَرَبَّ الْأَرْضِ) أَيْ: خَالِقَهُمَا، وَمُرَبِّي أَهْلِهِمَا، وَزِيدَ فِي الْحِصْنِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ بِالْجَرِّ وَالنَّصْبِ (وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ) تَعْمِيمٌ بَعْدَ تَخْصِيصٍ (فَالِقَ الْحَبِّ) الْفَلْقُ بِمَعْنَى الشَّقِّ (وَالنَّوَى) جَمْعُ النَّوَاةِ وَهِيَ عَظْمُ النَّخْلِ وَفِي مَعْنَاهُ عَظْمُ غَيْرِهَا، وَالتَّخَصُّصُ لِفَضْلِهَا أَوْ لِكَثْرَةِ وَجُودِهَا فِي دِيَارِ الْعَرَبِ، يَعْنِي: يَا مَنْ شَقَّهَا فَأَخْرَجَ مِنْهُمَا الزَّرْعَ وَالنَّخِيلَ (وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ) مِنَ الْإِنْزَالِ، وَقِيلَ مِنَ التَّنْزِيلِ (وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ) وَفِي الْحِصْنِ الْفُرْقَانِ بَدَلَ الْقُرْآنِ لِأَنَّهُ يُفْرَقُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَلَعَلَّ تَرْكَ الزَّبُورِ لِأَنَّهُ مُنْدَرِجٌ فِي التَّوْرَاةِ، أَوْ لِكَوْنِهِ مَوَاعِظَ لَيْسَ فِيهِ أَحْكَامٌ، قَالَ الطِّيبِيُّ: فَإِنْ قُلْتَ مَا وَجْهُ النَّظْمِ بَيْنَ هَذِهِ الْقَرَائِنِ؟ قُلْتُ: وَجْهُهُ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا ذَكَرَ أَنَّهُ تَعَالَى رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَيْ: مَالِكُهُمَا وَمُدَبِّرُ أَهْلِهِمَا عَقَّبَهُ بِقَوْلِهِ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى لِيَنْتَظِمَ مَعْنَى الْخَالِقِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} [يونس: ٣١] تَفْسِيرٌ لِفَالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمَعْنَاهُ يُخْرِجُ الْحَيَوَانَ النَّامِيَ مِنَ النُّطْفَةِ، وَالْحَبَّ مِنَ النَّوَى، وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ أَيْ: يُخْرِجُ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ مِنَ الْحَيَوَانِ وَالنَّامِي، ثُمَّ عَقَّبَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ لِيُؤْذِنَ بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ إِخْرَاجُ الْأَشْيَاءِ مِنْ كَتْمِ الْعَدَمِ إِلَى فَضَاءِ الْوُجُودِ إِلَّا لِيُعْلَمَ وَيُعْبَدَ، وَلَا يَحْصُلُ ذَلِكَ إِلَّا بِكِتَابٍ يُنْزِلُهُ وَرَسُولٍ يَبْعَثُهُ كَأَنَّهُ قِيلَ: يَا مَالِكُ يَا مُدَبِّرُ يَا هَادِي أَعُوذُ بِكَ، وَهَذَا كَلَامٌ طَيِّبٌ يَنْبَغِي أَنْ يُكْتَبَ بِمَاءِ الذَّهَبِ، وَتَعَقَّبَهُ ابْنُ حَجَرٍ بِمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>