٣٠٠٣ - وَعَنْ طَاوُسٍ مُرْسَلًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «مَنْ أَحْيَا مَوَاتًا مِنَ الْأَرْضِ فَهُوَ لَهُ وَعَادِيُّ الْأَرْضِ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ هِيَ لَكُمْ مِنِّي» . رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ.
ــ
٣٠٠٣ - (وَعَنْ طَاوُسٍ) كَدَاوُدَ (مُرْسَلًا) أَيْ: مَحْذُوفَ الصَّحَابِيِّ قَالَ الْمُؤَلِّفُ: هُوَ طَاوُسُ بْنُ كَيْسَانَ الْخَوْلَانِيُّ الْهَمْدَانِيُّ مِنْ أَبْنَاءِ الْفُرْسِ، رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُ، قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِثْلَ طَاوُسٍ كَانَ رَأْسًا فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَنْ أَحْيَا مَوَاتًا مِنَ الْأَرْضِ فَهُوَ لَهُ) سَبَقَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ (وَعَادِيُّ الْأَرْضِ) بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ الْمَضْمُومَةِ أَيِ: الْأَبْنِيَةُ وَالضِّيَاعُ الْقَدِيمَةُ الَّتِي لَا يُعْرَفُ لَهَا مَالِكٌ، نُسِبَتْ إِلَى عَادٍ قَوْمِ هُودٍ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - لِتَقَادُمِ زَمَانِهِمْ لِلْمُبَالَغَةِ يَعْنِي الْخَرَابَ (لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) أَيْ: فَيَتَصَرَّفُ فِيهِ الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَا يَرَاهُ وَيَسْتَصْوِبُهُ (ثُمَّ هِيَ لَكُمْ مِنِّي) أَيْ: بِإِعْطَائِي إِيَّاهَا لَكُمْ بِإِذْنٍ أَذِنْتُ وَجَوَّزْتُ لَكُمْ أَنْ تُحْيُوهَا وَتُعَمِّرُوهَا، قَالَ الْقَاضِيَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ ذِكْرَ اللَّهِ تَمْهِيدٌ لِذِكْرِ رَسُولِهِ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَنَّ حُكْمَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُكْمُ اللَّهِ وَلِذَلِكَ عَدَلَ مِنْ " لِي " إِلَى " رَسُولِهِ " وَفِيهِ الْتِفَاتٌ (رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute