٣٠٩٤ - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا مُطَهَّرًا، فَلْيَتَزَوَّجِ الْحَرَائِرَ» .
ــ
٣٠٩٤ - (وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا» ) أَيْ: مِنْ دَنَسِ الزِّنَا (مُطَهَّرًا) مُبَالَغَةً فِي تَطَهُّرِهِ وَهُوَ مَفْعُولٌ مِنَ التَّفْعِيلِ، وَفِي نُسْخَةٍ مُتَطَهِّرًا بِصِيغَةِ الْفَاعِلِ مِنَ التَّفْعِيلِ ( «فَلْيَتَزَوَّجِ الْحَرَائِرَ» ) خَصَّ الْحَرَائِرَ لِأَنَّ الْإِمَاءَ مُبْتَذَلَةٌ غَيْرُ مُؤَدَّبَةٍ، وَلِذَا وَرَدَ: الْحَرَائِرُ صَلَاحُ الْبَيْتِ، وَالْإِمَاءُ فَسَادُ الْبَيْتِ، كَمَا فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا، قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ: " إِنَّمَا خَصَّهُنَّ بِالذِّكْرِ لِأَنَّ الْإِمَاءَ خَرَّاجَةٌ وَلَّاجَةٌ غَيْرُ لَازِمَةٍ لِلْخِدْرِ، إِذَا لَمْ تَكُنْ مُؤَدَّبَةً لَمْ يَحْسُنْ تَأْدِيبُ أَوْلَادِهَا وَتَرْبِيَتِهَا بِخِلَافِ الْحَرَائِرِ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ الْحَرَائِرُ عَلَى الْمَعْنَى قَالَ الْحَمَاسِيُّ:
وَلَا يَكْشِفُ الْغَمَّاءَ إِلَّا ابْنُ حُرَّةٍ ... يَرَى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ثُمَّ يَزُورُهَا
قَالَ الرَّاغِبُ: الْحُرِّيَّةُ، ضَرْبَانِ، الْأَوَّلُ: مَا لَمْ يَجْرِ عَلَيْهِمْ حُكْمُ السَّبْيِ، وَالثَّانِي: مَنْ لَمْ يَتَمَلَّكْهُ قُوهُ الذَّمِيمَةِ فَبَصَرَ عَبْدًا لَهَا كَمَا وَرَدَ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ» .
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
وَرَقَّ ذَوِي الْأَطْمَاعِ رِقَّ مُخَلَّدِ
وَقِيلَ: عَبْدُ الشَّهْوَةِ أَذَلُّ مِنْ عَبْدِ الرِّقِّ اه. وَقِيلَ: الْحُرُّ مَنْ لَمْ يَرِقَّهُ هَوَاهُ وَلَمْ تَسْتَعْبِدْهُ دُنْيَاهُ. قَالَ الشَّاعِرُ:
أَتَمَنَّى عَلَى الزَّمَانِ مُحَالًا ... أَنْ تَرَى مُقْلَتَايَ طَلْعَةَ حُرِّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute