للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٨٥١ - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ". فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ. فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " وَأُخْرَى يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا الْعَبْدَ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ". قَالَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

ــ

٣٨٥١ - (وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا) : تَمْيِيزٌ ; أَيْ: مَنْ رَضِيَ بِرُبُوبِيَّتِهِ عَلَى وَفْقِ قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ مِنْ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ (وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا) ; أَيْ: بِشَرَائِعِهِ وَأَحْكَامِهِ مِنَ الْمَأْمُورَاتِ وَالْمَنْهِيَّاتِ - (وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا) ; أَيْ: وَبِرِسَالَتِهِ الْمُورَثَةِ لِمُتَابَعَتِهِ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَحْوَالِهِ الْمُعَبَّرِ عَنْهَا بِالشَّرِيعَةِ وَالطَّرِيقَةِ وَالْحَقِيقَةِ (وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ) ; أَيْ: ثَبَتَتْ وَتَحَقَّقَتْ، وَعُبِّرَ عَنْهُ بِالْمُضِيِّ مُبَالَغَةً فِي تَحْقِيقِ وُقُوعِهِ، أَوْ حَصَلَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ الْغَيْبَةُ عَنِ السِّوَى وَالْحُضُورُ مَعَ الْمَوْلَى، وَيُشِيرُ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: ٤٦] ; أَيْ: جَنَّةٌ فِي الدُّنْيَا وَأُخْرَى فِي الْأُخْرَى (فَعَجِبَ لَهَا) : أَيْ: لِأَجْلِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، أَوْ لِهَذِهِ الْقَضِيَّةِ (أَبُو سَعِيدٍ: فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ) : أَيِ: النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (وَأُخْرَى) : أَيْ:

<<  <  ج: ص:  >  >>