للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨٨١ - وَعَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «ارْتَبِطُوا الْخَيْلَ، وَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا وَأَعْجَازِهَا - أَوْ قَالَ: أَكْفَالِهَا - وَقَلِّدُوهَا، وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.

ــ

٣٨٨١ - (وَعَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِيِّ) : سَبَقَ آنِفًا (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «ارْتَبِطُوا الْخَيْلَ» ) : أَيْ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: ٦٠] ; أَيْ بَالِغُوا فِي رَبْطِهَا وَإِمْسَاكِهَا عِنْدَكُمْ (وَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا) : أَيْ تَلَطُّفًا بِهَا وَتَنْظِيفًا لَهَا (وَأَعْجَازِهَا - أَوْ قَالَ أَكْفَالِهَا -) : بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ جَمْعُ عَجُزٍ وَهُوَ الْكِفْلُ. قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: يُرِيدُ بِهَذَا الْمَسْحِ تَنْظِيفَهَا مِنَ الْغُبَارِ وَتَعَرُّفَ حَالِهَا مِنَ السَّمْنِ (وَقَلِّدُوهَا) : أَيِ اجْعَلُوا ذَلِكَ لَازِمًا لَهَا فِي أَعْنَاقِهَا لُزُومَ الْقَلَائِدِ لِلْأَعْنَاقِ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ اجْعَلُوا فِي أَعْنَاقِ الْخَيْلِ مَا شِئْتُمْ. (وَلَا تُقَلِّدُوهَا الْأَوْتَارَ) : جَمْعُ الْوَتَرِ بِفَتْحَتَيْنِ ; أَيْ: لَا تَجْعَلُوا أَوْتَارَ الْقَوْسِ فِي أَعْنَاقِهَا فَتَخْتَنِقَ ; لِأَنَّ الْخَيْلَ رُبَّمَا رَعَتِ الْأَشْجَارَ، أَوْ حَكَّتْ بِهَا عُنُقَهَا، فَيَتَشَبَّثُ الْأَوْتَارُ بِبَعْضِ شِعْبِهَا فَيَخْنُقُهَا، وَقِيلَ: إِنَّمَا نَهَاهُمْ عَنْهَا لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ تَقْلِيدَ الْخَيْلِ بِالْأَوْتَارِ يَدْفَعُ عَنْهَا الْعَيْنَ وَالْأَذَى فَتَكُونَ كَالْمُعَوِّذَةِ لَهَا فَنَهَاهُمْ عَنْهَا، وَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهَا لَا تَدْفَعُ ضَرًّا وَلَا تَصْرِفُ حَذَرًا. وَفِي النِّهَايَةِ: أَيْ قَلِّدُوهَا طَلَبَ إِعْلَاءِ الدِّينِ وَالدِّفَاعِ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تُقَلِّدُوهَا أَوْتَارَ الْجَاهِلِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَكُمْ عَلَى أَنَّ الْأَوْتَارَ جَمْعُ وِتْرٍ بِكَسْرٍ فَسُكُونٍ وَهُوَ الدَّمُ وَطَلَبُ الثَّأْرِ ; أَيْ: لَا تَرْكَبُوهَا لِتَطْلُبُوَا عَلَيْهَا أَوْتَارَ الْجَاهِلِيَّةِ وَمَدَاخِلَهَا الَّتِي كَانَتْ بَيْنَكُمْ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>