للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٧٤ - وَعَنْ حُذَيْفَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ! اسْتَقِيمُوا، فَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا، وَإِنْ أُخِذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

ــ

٢٧٤ - (وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ) أَيِ: الَّذِينَ يَحْفَظُونَ الْقُرْآنَ قَالَهُ الطِّيبِيُّ، وَقَالَ الْأَبْهَرِيُّ، قَالَ الشَّيْخُ، الْمُرَادُ بِهِمُ الْعُلَمَاءُ بِالْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ اهـ. فَكَأَنَّهُ نَوْعٌ مِنَ التَّغْلِيبِ أَوِ الْقُرَّاءُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ كَانُوا جَامِعِينَ بَيْنَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَلِذَا وَرَدَ الْأَوْلَى بِالْإِمَامَةِ وَالْأَقْرَأُ، وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ: أَيِ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ الْقُرْآنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ فَقَطْ، وَمِنْ ثَمَّ وَرَدَ " «أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا» " فَلَا وَجْهَ لَهُ تَقْيِيدًا وَتَعْلِيلًا (اسْتَقِيمُوا) : أَيْ: عَلَى جَادَّةِ الشَّرِيعَةِ وَالطَّرِيقَةِ وَالْحَقِيقَةِ فَإِنَّ الِاسْتِقَامَةَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ كَرَامَةٍ وَهِيَ الثَّبَاتُ عَلَى الْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ. وَالْمُدَاوَمَةُ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَالْإِخْلَاصُ الْخَالِصُ، وَالْحُضُورُ مَعَ اللَّهِ وَالْغَيْبَةُ عَنْ شُهُودِ مَا سِوَاهُ. وَقَالَ الْأَبْهَرِيُّ: الِاسْتِقَامَةُ كِنَايَةٌ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ فِعْلًا وَتَرْكًا (فَقَدْ سَبَقْتُمْ) : قِيلَ: الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ بِفَتْحِ السِّينِ وَالْبَاءِ وَالْمَشْهُورُ ضَمُّ السِّينِ وَكَسْرُ الْبَاءِ، وَالْمَعْنَى عَلَى الْأَوَّلِ اسْلُكُوا طَرِيقَ الِاسْتِقَامَةِ لِأَنَّكُمْ أَدْرَكْتُمْ أَوَائِلَ الْإِسْلَامِ. فَإِنْ تَتَمَسَّكُوا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ تَسْبِقُوا إِلَى خَيْرٍ إِذْ مَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ وَإِنْ عَمِلَ بِعَمَلِكُمْ لَمْ يَصِلْ إِلَيْكُمْ لِسَبْقِكُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَمَرْتَبَةُ الْمَتْبُوعِ فَوْقَ مَرْتَبَةِ التَّابِعِ، وَعَلَى الثَّانِيَةِ أَيْ سَبَقَكُمُ الْمُتَّصِفُونَ بِتِلْكَ الِاسْتِقَامَةِ إِلَى اللَّهِ فَكَيْفَ تَرْضَوْنَ لِنُفُوسِكُمْ هَذَا التَّخَلُّفَ الْمُؤَدِّيَ إِلَى الِانْحِرَافِ عَنْ سُنَنِ الِاسْتِقَامَةِ يَمِينًا وَشِمَالًا الْمُوجِبِ لِلْهَلَاكِ الْأَبَدِيِّ (سَبْقًا بَعِيدًا) : أَيْ ظَاهِرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>