(قَالَ) : أَيِ الرَّاوِي (فَلُبِطَ) : بِضَمِّ لَامٍ وَكَسْرِ مُوَحَّدَةٍ. أَيْ صُرِعَ وَسَقَطَ عَلَى الْأَرْضِ (سَهْلٌ) مِنْ إِصَابَةِ عَيْنِ عَامِرٍ (فَأُتِي بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَيْ فَجِيءَ (فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ لَكَ) : أَيْ: رَغْبَةٌ (فِي سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ؟) : أَيْ فِي مُدَاوَاتِهِ أَوْ هَلْ لَكَ دَوَاءٌ فِي شَأْنِهِ أَوْ دَائِهِ (وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ. فَقَالَ: هَلْ تَتَّهِمُونَ) بِتَشْدِيدِ الْفَوْقِيَّةِ أَيْ تَظُنُّونَ (لَهُ) : أَيْ لِإِصَابَةِ عَيْنِهِ (أَحَدًا؟ فَقَالُوا: نَتَّهِمُ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ. قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَامِرًا) أَيْ فَطَلَبَهُ فَجَاءَهُ (فَتُغُلِّظَ عَلَيْهِ) أَيْ كَلَّمَهُ بِكَلَامٍ غَلِيظٍ (وَقَالَ: عَلَامَ) : أَيْ عَلَى مَا، يَعْنِي عَلَى أَيِّ شَيْءٍ أَوْ لِمَ (يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟) : فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ لِلْعَائِنِ اخْتِيَارًا مَا فِي الْإِصَابَةِ أَوْ فِي دَفْعِهَا وَيَدُلُّ عَلَى الثَّانِي قَوْلُهُ: (أَلَّا) : بِتَشْدِيدِ اللَّامِ لِلتَّنْدِيمِ (بَرَّكْتَ؟) بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ أَيْ: هَلَا قُلْتَ بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ، حَتَّى لَا تُؤَثِّرَ فِيهِ الْعَيْنُ، وَفِي مَعْنَاهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: ٣٩] وَقَالَ الطِّيبِيُّ قَوْلُهُ: " أَلَا بَرَّكْتَ " لِلتَّحْضِيضِ أَيْ: هَلَا دَعَوْتَ لَهُ بِالْبَرَكَةِ، وَفِيهِ الْتِفَاتٌ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى الْخِطَابِ لِأَنَّ الْأَصْلَ أَنْ يُقَالَ: عَلَامَ تَقْتُلُ؟ كَأَنَّهُ مَا الْتَفَتَ إِلَيْهِ، وَعَمَّ الْخِطَابُ أَوَّلًا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ تَأْنِيبًا وَتَوْبِيخًا (اغْتَسِلْ لَهُ) . أَيْ لِسَهْلٍ (فَغَسَلَ لَهُ عَامِرٌ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ) : فِي شَرْحِ السُّنَّةِ: اخْتَلَفُوا فِي غَسْلِ دَاخِلَةِ الْإِزَارِ، فَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى الْمَذَاكِيرِ، وَبَعْضُهُمْ إِلَى الْأَفْخَاذِ وَالْوَرِكِ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِنَّمَا أَرَادَ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ طَرَفُ إِزَارِهِ الَّذِي يَلِي جَسَدَهُ مِمَّا يَلِي الْجَانِبَ الْأَيْمَنِ، فَهُوَ الَّذِي يُغْسَلُ. قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا جَاءَ مُفَسَّرًا فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ هَكَذَا. (فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ) : أَيْ ذَلِكَ الْمَاءُ (عَلَيْهِ، فَرَاحَ) : أَيْ فَشُفِيَ سَهْلٌ فَذَهَبَ (مَعَ النَّاسِ) : أَيْ مَعَ سَائِرِهِمْ أَوْ مَعَ الْمُتَعَافِينَ مِنْهُمْ. قَالَ الطِّيبِيُّ: هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ سُرْعَةِ بُرْئِهِ (لَيْسَ لَهُ) : أَيْ لِسَهْلٍ. وَفِي نُسْخَةٍ: بِهِ فَالْبَاءُ لِلْإِلْصَاقِ (بَأْسٌّ) . أَيْ أَلَمٌ (رَوَاهُ) : أَيِ الْبَغَوِيُّ (فِي شَرْحِ السُّنَّةِ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute