٥٦٤١ - وَعَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا الْكَوْثَرُ؟ قَالَ: " ذَاكَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ - يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ - أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، فِيهِ طَيْرٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ " قَالَ عُمَرُ: إِنَّ هَذِهِ لَنَاعِمَةٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ــ
٥٦٤١ - (وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا الْكَوْثَرُ؟ قَالَ: (ذَاكَ نَهَرٌ» ) بِفَتْحِ الْهَاءِ وَتُسَكَّنُ، أَيْ جَدْوَلُ مَاءٍ، وَفِي طَرَفَيْهِ حَوْضَانِ أَحَدُهُمَا فِي الْجَنَّةِ وَالْآخَرُ فِي الْمَوْقِفِ (أَعْطَانِيهِ اللَّهُ) وَإِنَّمَا قَالَ الْقَائِلُ (يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ) ؛ لِكَوْنِ أَكْثَرِهِ فِي الْجَنَّةِ، أَوْ مَآلَ تَمَامِهِ إِلَيْهَا ( «أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ» ) وَفِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ مَاءَهُ جَامِعٌ بَيْنَ سَوْغِ اللَّبَنِ وَلَذَّةِ الْعَسَلِ، وَإِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} [الزخرف: ٧١] (فِيهِ) أَيْ: فِي ذَلِكَ النَّهْرِ أَوْ فِي أَطْرَافِهِ (طَيْرٌ) أَيْ: جِنْسٌ مِنَ الطُّيُورِ طَوِيلِ الْعُنُقِ وَكَبِيرِهِ (أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ) : بِضَمِّ الْجِيمِ وَالزَّايِ جَمْعُ جَزُورٍ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ أُعِدَّ لِلنَّحْرِ لِيَأْكُلَ مِنْهُ أَصْحَابُ شُرْبِ ذَلِكَ النَّهْرِ، فَإِنَّهُ يَتِمُّ عَيْشُ الدَّهْرِ. (قَالَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: إِنَّ هَذِهِ) أَيِ الطَّيْرُ فَإِنَّهُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ (لَنَاعِمَةٌ) أَيْ: لِمُتَنَعِّمَةٌ أَوْ لَنِعْمَةٌ طَيِّبَةٌ (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَكَلَتُهَا) بِفَتَحَاتٍ، جَمْعُ آكِلٍ، اسْمُ فَاعِلٍ كَطَلَبَةٍ جَمْعُ طَالِبٍ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي فِي أَصْلِ الْجَزَرِيِّ وَسَائِرِ النُّسَخِ الْمُصَحَّحَةِ، وَالْمَعْنَى مَنْ يَأْكُلُهَا (أَنْعَمُ مِنْهَا) . وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ وَهِيَ أَصْلُ السَّيِّدِ: آكِلَتُهَا، بِالْمَدِّ وَبِكَسْرِ الْكَافِ عَلَى أَنَّ صِيغَةَ الْوَاحِدِ قَدْ تُسْتَعْمَلُ لِلْجَمَاعَةِ، وَفِي نُسْخَةٍ آكِلُهَا بِصِيغَةِ الْفَاعِلِ الْمُذَكَّرِ، وَفِي أُخْرَى آكِلُوهَا بِصِيغَةِ جَمْعِ الْمُذَكَّرِ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) . وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: ( «الْكَوْثَرُ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ، تُرَابُهُ مِسْكٌ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، تَرِدُهُ طَيْرٌ أَعْنَاقُهَا مِثْلُ أَعْنَاقِ الْجُزُرِ، أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا» ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute