للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٦٨٧ - وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " «أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ، أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ» " فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى لَوْ كَانَ فِي مَقَامِي هَذَا سَمِعَهُ أَهْلُ السُّوقِ، وَحَتَّى سَقَطَتْ خَمِيصَةٌ كَانَتْ عَلَيْهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ. رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ.

ــ

٥٦٨٧ - (وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " أَنْذَرْتُكُمُ " النَّارَ) أَيْ أَخْبَرْتُكُمْ بِوُجُودِهَا، وَأَخْبَرْتُكُمْ بِشِدَّتِهَا، وَخَوَّفْتُكُمْ بِأَنْوَاعِ عُقُوبَتِهَا (أَنْذَرْتُكُمُ النَّارَ) أَيْ أَعْلَمْتُكُمْ بِمَا يُتَّقَى بِهِ عَنْهَا حَتَّى قَلْتُ لَكُمْ: " «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» " ثُمَّ يُمْكِنُ أَنْ يُرَادَ كَمَا الْإِنْذَارُ فِي زَمَانِ الْحَالِ، وَعَبَّرَ بِالْمَاضِي لِتَحَقُّقِهِ فِي السَّابِقِ اللَّاحِقِ لِلِاسْتِقْبَالِ، أَوِ الْأَوَّلُ إِخْبَارٌ وَالثَّانِي إِنْشَاءٌ، أَوْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا لِلتَّأْكِيدِ فِي أَحَدِ الْمَعَانِي، وَفِي نُسْخَةٍ: كَرَّرَ ثَلَاثًا. (فَمَا زَالَ يَقُولُهَا) أَيْ يُكَرِّرُ الْكَلِمَةَ الْمَذْكُورَةَ وَيَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ (حَتَّى لَوْ كَانَ) أَيِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فِي مَقَامِي هَذَا) أَيِ الْمَقَامِ الَّذِي كَانَ الرَّاوِي فِيهِ عِنْدَ رِوَايَتِهِ هَذَا الْحَدِيثَ (سَمِعَهُ) أَيْ سَمِعَ صَوْتَهُ (أَهْلُ السُّوقِ) لِأَنَّهُ بَالَغَ فِي رَفْعِ الصَّوْتِ عَمَلًا بِقَوْلِ نُوحٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا - ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا} [نوح: ٨ - ٩] (وَحَتَّى سَقَطَتْ خَمِيصَةٌ) وَهِيَ نَوْعُ ثَوْبٍ (كَانَتْ عَلَيْهِ) أَيْ فَوْقَ كَتِفِهِ بِمَنْزِلَةِ رِدَائِهِ (عِنْدَ رِجْلَيْهِ) أَيْ مِنْ جَذْبَتِهِ الْإِلَهِيَّةِ وَعَدَمِ شُعُورِهِ مِنَ الْهَيْبَةِ الْحِسِّيَّةِ. (رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>