ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ حَدِيثَ: " «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا» ". رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمَنَاقِبِ مِنْ مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَ: صَحِيحٌ، وَتَعَقَّبَهُ الذَّهَبِيُّ فَقَالَ: بَلْ هُوَ مَوْضُوعٌ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَمْ خَلْقٌ افْتَضَحُوا فِيهِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَا أَصْلَ لَهُ، كَذَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ثَابِتٌ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْمَنَاقِبِ مِنْ جَامِعِهِ وَقَالَ: إِنَّهُ مُنْكَرٌ، وَكَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ وَجْهٌ صَحِيحٌ، وَأَوْرَدَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ. وَقَالَ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ: هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يُثْبِتُوهُ، وَقِيلَ: إِنَّهُ بَاطِلٌ، لَكِنْ قَالَ الْحَافِظُ أَبُو سَعِيدٍ الْعَلَائِيُّ: الصَّوَابُ أَنَّهُ حَسَنٌ بِاعْتِبَارِ طُرُقِهِ لَا صَحِيحٌ وَلَا ضَعِيفٌ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ مَوْضُوعًا ذَكَرَهُ الزَّرْكَشِيُّ، وَسُئِلَ الْحَافِظُ الْعَسْقَلَانِيُّ عَنْهُ فَقَالَ: إِنَّهُ حَسَنٌ لَا صَحِيحٌ، كَمَا قَالَ الْحَاكِمُ وَلَا مَوْضُوعٌ كَمَا قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ قَالَ السُّيُوطِيُّ: وَقَدْ بَسَطْتُ كَلَامَ الْعَلَائِيِّ وَالْعَسْقَلَانِيِّ فِي التَّعَقُّبَاتِ الَّتِي عَلَى الْمَوْضُوعَاتِ اهـ. وَفِي خَبَرِ الْفِرْدَوْسِ: «أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَأَبُو بَكْرٍ أَسَاسُهَا وَعُمَرُ حِيطَانُهَا وَعُثْمَانُ سَقْفُهَا وَعَلِيٌّ بَابُهَا» ، وَشَذَّ بَعْضُهُمْ فَأَجَابَ: أَنَّ مَعْنَى وَعَلِيٌّ بَابُهَا أَنَّهُ فَعِيلٌ مِنَ الْعُلُوِّ عَلَى حَدِّ قِرَاءَةِ: (صِرَاطٌ عَلِيٌّ مُسْتَقِيمٌ) بِرَفْعِ عَلِيٌّ وَتَنْوِينِهِ كَمَا قَرَأَ بِهِ يَعْقُوبُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute