٦١٧٩ - وَعَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: أَتَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ، فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ وَقَالَ فِي حُسْنِهِ شَيْئًا، قَالَ أَنَسٌ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّهُ كَانَ أَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ مَخْضُوبًا بِالْوَسِمَةِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَفِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ زِيَادٍ فَجِيءَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِقَضِيبٍ فِي أَنْفِهِ وَيَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا حُسْنًا، فَقُلْتُ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ مِنْ أَشْبَهِهِمْ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
ــ
٦١٧٩ - (وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُتِيَ) ، أَيْ: جِيءَ (عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ) ، قَالَ الْمُؤَلِّفُ: هُوَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، وَهُوَ الَّذِي سَيَّرَ الْجَيْشَ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْكُوفَةِ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قُتِلَ بِأَرْضِ الْمَوْصِلِ عَلَى يَدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَشْتَرِ النَّخَعِيِّ فِي أَيَّامِ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ (فَجُعِلَ) : بِصِيغَةِ الْمَفْعُولِ أَيْ: وُضِعَ (رَأْسُ الْحُسَيْنِ فِي طَسْتٍ) : بِفَتْحِ طَاءٍ وَسُكُونِ سَيْنٍ مُهْمِلَةٍ وَسَبَقَ تَحْقِيقُهُ (فَجَعَلَ) ، أَيِ: ابْنُ زِيَادٍ (يَنْكُتُ) : بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْكَافِ وَالْفَوْقِيَّةِ أَيْ: يَضْرِبُ (بِرَأْسِ الْقَضِيبِ) : فِي أَنْفِهِ كَمَا سَيَأْتِي. وَفِي النِّهَايَةِ قَوْلُهُ: يَنْكُتُ، أَيْ: يُفَكِّرُ وَيُحَدِّثُ بِنَفْسِهِ وَأَصْلُهُ مِنَ النَّكْتِ بِالْعَصَا وَهُوَ ضَرْبُ الْأَرْضِ بِهَا، وَنَكْتُ الْأَرْضِ بِالْقَضِيبِ هُوَ أَنْ يُؤَثِّرَ فِيهَا بِطَرَفِهِ كَفِعْلِ الْمُفَكِّرِ الْمَوْهُومِ. (وَقَالَ) ، أَيِ: ابْنُ زِيَادٍ (فِي حُسْنِهِ) ، أَيْ: فِي حُسْنِ الْحُسَيْنِ (شَيْئًا) ، أَيْ: مِنَ الْمَدْحِ كَمَا سَيَجِيءُ (قَالَ أَنَسٌ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّهُ كَانَ أَشْبَهَهُمْ) ، أَيْ: أَشْبَهَ الصَّحَابَةِ أَوْ أَهْلِ الْبَيْتِ (بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ) ، أَيِ: الْحُسَيْنُ حِينَئِذٍ (مَخْضُوبًا بِالْوَسِمَةِ) . بِكَسْرِ السِّينِ وَقَدْ يُسَكَّنُ، فَقَالَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ: الْوَسِمَةُ نَبْتٌ يُخَضَّبُ بِهِ وَيَمِيلُ إِلَى السَّوَادِ وَتَسْكِينُ السِّينِ لُغَةٌ فِيهِ. وَفِي الْمِصْبَاحِ لُغَةُ الْحِجَازِ بِكَسْرِ السِّينِ، وَهِيَ أَفْصَحُ مِنَ السُّكُونِ، بَلْ أَنْكَرَ الزُّهْرِيُّ السُّكُونَ، وَقَالَ: كَلَامُ الْعَرَبِ بِالْكَسْرِ نَبْتٌ يُخَضَّبُ بِعُرُوقِهِ. اهـ. وَهُوَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَأَخْطَأَ مَنْ ضَمَّهَا، وَقِيلَ: يَجُوزُ فَتْحُ سِيْنِهَا، وَفِي الْقَامُوسِ الْوَسْمَةُ وَكَفَرْحَةٍ وَرِقُ النِّيلِ أَوْ نَبَاتٌ يُخَضَّبُ بِوَرِقِهِ، وَفِي النِّهَايَةِ الْوَسْمَةُ نَبْتٌ يُخَضَّبُ بِهِ. (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .
(وَفِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ قَالَ) ، أَيْ: أَنَسٌ (كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ زِيَادٍ فَجِيءَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ) أَيْ: إِلَيْهِ (فَجَعَلَ) ، أَيْ: شَرَعَ (يَضْرِبُ بِقَضِيبٍ فِي أَنْفِهِ وَيَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا حُسْنًا) . بِضَمٍّ فَسُكُونٍ، قِيلَ: هَذَا لَا يُلَائِمُ السِّيَاقَ إِلَّا أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الِاسْتِهْزَاءِ. اهـ. فَحِينَئِذٍ يُحْمَلُ اسْتِهْزَاؤُهُ عَلَى الْمُكَابَرَةِ وَزِيَادَةِ الْمُعَانَدَةِ (فَقُلْتُ: أَمَا) :
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute