أما الصبر: فهو حبس النفس عما تُنازع إليه , ومنه صبر صاحب المصيبة , أن يحبس نفسه عن الجزع , وسُمِّي الصوم صبراً لحبس النفس عن الطعام والشراب , ولذلك سُمِّي شهرُ رمضانَ شهر الصبرِ , وجاء في الحديث:(اقْتُلُوا الْقَاتِلَ , وَاصْبِرُوا الصَّابِرَ) وذلك فيمن أمسك رجلاً حتى قتله آخر , فأمر بقتل القاتل , وحبس الممسك. وفي الصبر المأمور به , قولان: أحدهما: أنه الصبرُ على طاعته , والكف عن معصيته. والثاني: أنه الصوم , وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَهُ أمرٌ استعان بالصلاة والصيام , ورُويَ أنه رأى سلمان منبطحاً على وجهه , فقال له: أشكو من بردٍ. قال:(قم فصلِّ الصلاة تُشْفَ). وأما قوله تعالى:{وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَاّ على الْخَاشِعِينَ} ففيه ثلاثة أقاويل: أحدها: يعني: وإن الصلاة لثقيلة إلا على المؤمنين , لعود الكناية إلى مؤنثِ اللفظِ.