{فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون} قوله تعالى: {فَلَمَّا جَآءَ سُلَيْمَانُ} فيه وجهان: أحدهما: فلما جاءت هداياها سليمان , قاله يزيد بن رومان. الثاني: فلما جاءت رسلها سليمان لأن الهدهد قد كان سبق إلى سليمان فأخبره بالهدية والرسل فتأهب سليمان لهم. قال السدي: فأمر الشياطين فموّهوا لَبِن المدينة وحيطانها ذهباً وفضة , وقيل إنها بعثت مع رسلها بعصاً كان يتوارثها ملوك حمير , وقالت: أريد أن يعرفني رأس هذه من أسفلها , وبقدح وقالت: يملؤه ماءً ليس من الأرض ولا من السماء , وبخرزتين إحداهما ثقبُها معوج وقالت يدخل فيها خيطاً والأخرى غير مثقوبة وقالت يثقب هذه. {قَالَ} سليمان للرسل حين وصلوا إليه {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} معناه أتزيدونني مالاً إلى ما تشاهدونه من أموالي. {فَمَا ءاتَانِ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّاءَاتَاكُم} أي فما آتاني من النبوة والملك خير مما آتاكم من المال , فرد عليهم المال وميز الغلمان من الجواري , وأرسل العصا إلى الأرض فقال أي الرأسين سبق للأرض فهو أصلها , وأمر بالخيل فأجريت حتى عرقت وملأ القدح من عرقها وقال: ليس هذا من الأرض ولا من السماء , وثقب إحدى الخرزتين وأدخل الخيط في الأخرى , فقال الرسل ما شاهدوا. واختلف في الرسل هل كانوا رجالاً أو نساء على قولين. قوله {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ} فيه قولان: