{ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم} قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ} أما العرضة في كلام العرب , فهي القوة والشدة , وفيها ها هنا تأويلان: أحدهما: أن تحلف بالله تعالى في كل حق وباطل , فتتبذل اسمه , وتجعله عُرضة. والثاني: أن معنى عُرضة , أي علة يتعلل بها في بِرّه , وفيها وجهان: أحدهما: أن يمتنع من فعل الخير والإصلاح بين الناس إذا سئل , فيقول عليّ يمين أن لا أفعل ذلك , أو يحلف بالله في الحال فيعتلّ في ترك الخير باليمين , وهذا قول طاووس , وقتادة , والضحاك , وسعيد بن جبير. والثاني: أن يحلف بالله ليفعلن الخير والبر , فيقصد في فعله البر في يمينه , لا الرغبة في فعله.