{هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا} قوله تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: بالحصر , حكاه النقاش. الثاني: بالجوع فقد أصابهم بالخندق جوع شديد , قاله الضحاك. الثالث: امتحنوا في الصبر على إيمانهم وتميز المؤمنون عن المنافقين , حكاه ابن شجرة. وحكى ابن عيسى أن {هُنالِكَ} للبعد من المكان , وهناك للوسط وهنا للقريب. {وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً} فيه أربعة أوجه: أحدها: حركوا بالخوف تحريكاً شديداً , قاله يحيى بن سلام. الثاني: أنه اضطرابهم عما كانوا عليه فمنهم من اضطرب في نفسه ومنهم من اضطرب في دينه.