للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

{إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد} قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ} يعني علماء اليهود كتموا ما أنزل الله عز وجل في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم وصحة رسالته. {وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنَاً قَلِيلاً} يعني قبول الرُشَا على كتم رسالته وتغيير صفته , وسماه قليلاً لانقطاع مدته وسوء عاقبته. وقيل: لأن ما كانوا يأخذون من الرُشا كان قليلاً. {أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ إِلَاّ النَّارَ} فيه تأويلان: أحدهما: يريد أنه حرام يعذبهم الله عليه بالنار فصار ما يأكلون ناراً , فسماه في الحال بما يصير إليه في ثاني الحال , كما قال الشاعر:

(وأمّ سماك فلا تجزعي ... فللموت ما تلد الوالدة)

{وَلَا يُكْلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} فيه ثلاثة أقاويل:

<<  <  ج: ص:  >  >>