للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(بَجَمْعٍ تَضَلُّ الْبَلْقُ في حُجُرَاتِهِ ... تَرَى الأكْمَ فِيهِ سُجَّداً لِلْحَوافِرِ)

وقال أعشى قيس:

(يُرَاوِحُ مِنْ صَلَواتِ الْمِلَي ... كِ طَوْراً سُجُوداً وَطَوْراً حِوَاراً)

وفي قوله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} أربعةُ تأويلاتٍ: أحدها: أنه قول: لا إله إلا الله , وهو قول عكرمة. والثاني: أن (حِطَّة) المغفرة , فكأنه أمر بالاستغفار , وهو رواية سعيد بن جبيرٍ , عن ابن عباسٍ. والثالث: هو قولهم: هذا الأمر حق كما قيل لكم , وهو رواية الضحاك , عن ابن عباسٍ. والرابع: معناه: حُطَّ عنا خطايانا , وهو قول الحسن , وقتادة , وابن زيدٍ , وهو أشبهُ بظاهر اللفظ. قوله عز وجل: {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} أي نرحمْكم , ونسترها عليكم , فلا نفضحكم بالعقوبة عليها. والخطأ: العدولُ عن القصد , يقال خَطِئ الشيءَ خَطَأً , إذا أصابه ولم يُرِدْهُ , وأَخْطَأَ يُخْطِئُ , إذا أراده ولم يُصِبْهُ , فالأول خاطئ والثاني مُخطِئ. وأصل المغفرة: التغطية والستر؛ ولذلك قيل للبيضة من الحديد: مِغْفَرٌ , لأنها تُغَطِّي الرأسَ وتُغَطِّي الرأسَ وتُجِنُّهُ , ومنه قول أوسِ بنِ حجر:

(وَلَا أَعْتِبُ ابْنَ الْعَمِّ إِنْ كَانَ مُخْطِئاً ... وَأَغْفِرُ عَنْهُ الْجَهْلَ إِنْ كَانَ جَاهِلاً)

<<  <  ج: ص:  >  >>