يجوز أن يكون معه , والإتيان بغيره قد يجوز أن يكون معه. وفي قولهم ذلك ثلاثة أوجه: أحدها: أنهم سألوه الوعد وعيداً , والوعيد وعداً , والحلال حراماً , والحرام حلالاً , قاله ابن جرير الطبري. الثاني: أنهم سألوه أن يسقط ما في القرآن من عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم , قاله ابن عيسى. الثالث: أنه سألوه إسقاط ما فيه من ذكر البعث والنشور , قاله الزجاج. {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءي نَفْسِي} أي ليس لي أن أتلقاه بالتبديل والتغيير كما ليس لي أَن أتلقاه بالرد والتكذيب. {إِنْ أَتَّبعُ إِلَاّ مَا يُوحَى إِلَيَّ} فيما أتلوه عليكم من وعد ووعيد وتحليل وتحريم أو أمر أو نهي. {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي} في تبديله وتغييره. {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} يعني يوم القيامة. قوله عز وجل:{قُل لَّوْ شَآءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ} يعني القرآن: {وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: ولا أعلمكم به , قاله ابن عباس. الثاني: ولا أنذركم به , قاله شهر بن حوشب. الثالث: ولا أشعركم به , قاله قتادة. {فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ} فيه وجهان: أحدهما: أنه أراد ما تقدم من عمره قبل الوحي إليه لأن عمر الإنسان مدة حياته طالت أو قصرت. الثاني: أنه أربعون سنة , لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعد الأربعين وهو المطلق من عمر الإنسان , قاله قتادة. {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} أني لم أدَّع ذلك بعد أن لبثت فيكم عمراً حتى أُوحِي إليّ , ولو كنت افتريته لقدمته.