(حلفت يميناً غير ذي مثنوية ... ولا علم إلا حسن ظن بصاحب)
{وَإِنْ هُم إِلَاّ يَظُنُّونَ} فيه وجهان: أحدهما: يكذبون , قاله مجاهد. والثاني: يحدثون , قاله البصريون. قوله تعالى:{فَوَيلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِم} في الويل ستة أقاويل: أحدها: أنه العذاب , قاله ابن عباس. والثاني: أنه التقبيح , وهو قول الأصمعي. ومنه قوله تعالى:{وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}[الأنبياء: ١٨]. وقال الشاعر:
(كسا اللؤم سهما خضرة في جلودها ... فويل لسهم من سرابيلها الخُضْرِ)
والثالث: أنه الحزن , قاله المفضل. والرابع: أنه الخزي والهوان. والخامس: أن الويل وادٍ في جهنم , وهذا قول أبي سعيد الخدري. والسادس: أنه جبل في النار , وهو قول عثمان بن عفان. {يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِم} أي يغيرون ما في الكتاب من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته. وفي قوله تعالى:{بِأَيدِيهِم} تأويلان: أحدهما: أنه أراد بذلك تحقيق الإضافة , وإن كانت الكتابة لا تكون إلا باليد , كقوله تعالى:{لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ}. والثاني: أن معنى {بِأَيْدِيهِم} أي من تلقاء أنفسهم , قاله ابن السراج.