للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: معناه ما أنا بمنجيكم وما أنتم بمنجيَّ , قاله الربيع بن أنس. الثاني: ما أنا بمغيثكم وما أنتم بمغيثي , قاله مجاهد. والمصرخ: المغيث. والصارخ: المستغيث. ومنه قول أمية بن أبي الصلت:

(فلا تجزعوا إنّي لكم غير مُصْرخ ... فليس لكم عندي غناءٌ ولا صبر)

{إني كفرتُ بما أشركتمون مِن قبل} فيه وجهان: أحدهما: إني كفرت اليوم بما كنتم في الدنيا تدعونه لي من الشرك بالله تعالى , قاله ابن بحر. الثاني: إني كفرت قبلكم بما أشركتموني من بعد , لأن كفر إبليس قبل كفرهم. قوله عز وجل: { ... تحيّتُهم فيها سلامٌ} فيها وجهان: أحدهما: أن تحية أهل الجنة إذا تلاقوا فيها السلامه , وهو قول الجمهور. الثاني: أن التحية ها هنا الملك , ومعناه أن ملكهم فيها دائم السلام , مأخوذ من قولهم في التشهد: التحيات لله , أي الملك لله , ذكره ابن شجرة. وفي المحيّي لهم بالسلام ثلاثة أوجه: أحدها: أن الله تعالى يحييهم بالسلام. الثاني: أن الملائكة يحيونهم بالسلام. الثالث: أن بعضهم يحيي بعضاً بالسلام. وتشبيه الكلمة الطيبة بها لأنها ثابتة في القلب كثبوت أصل النخلة في الأرض , فإذا ظهرت عرجت إلى السماء كما يعلو فرع النخلة نحو السماء فكلما ذكرت نفعت , كما أن النخلة إذا أثمرت نفعت.

<<  <  ج: ص:  >  >>