(هذا الثناء فإن تسمع لقائله ... فلم أعرض , أبيت اللعن , بالصفدِ)
فأراد بالصفد العطية , وقيل لها صف لأنها تقيد المودة. وفي المجرمين المقرنين في الأصفاد قولان: أحدهما: أنهم الكفار يجمعون في الأصفاد كما اجتمعوا في الدنيا على المعاصي. الثاني: أنه يجمع بين الكافر والشيطان في الأصفاد. قوله عز وجل:{سرابيلهم مِن قطرانٍ} السرابيل: القمص , واحدها سربال , ومنه قول الأعشى:
(عهدي بها في الحي قد سربلت ... صفراء مثل المهرة الضامر)
وفي القطران ها هنا قولان: أحدهما: أنه القطران الذي تهنأ به الجمال , قاله الحسن , وإنما جعلت سرابيلهم من قطران لإسراع النار إليها. الثاني: أنه النحاس الحامي , قاله ابن عباس وسعيد بن جبير. وقرأ عكرمة وسعيد بن جبير {من قطران} بكسر القاف وتنوين الراء وهمزآن لأن القطر النحاس , ومنه قوله تعالى {آتوني أفرغ عليه قطراً}[الكهف: ٩٦] والآني: الحامي , ومنه قوله تعالى {وبين حَمِيمٍ آن}[الرحمن: ٤٤].