الثاني: ما عاهد الله عليه من عهد في طاعة الله. الثالث: أنه التزام أحكام الدين بعد الدخول فيه. {ولا تنقضوا الأيمان بَعْدَ توكيدها} يحتمل ثلاثة أوجه: أحدها: لا تنقضوها بالامتناع بعد توكيدها بالالتزام. الثاني: لا تنقضوها بالعذر بعد توكيدها بالوفاء. الثالث: لا تنقضوها بالحنث بعد توكيدها بالِبّر. وفي هذه الآية ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها نزلت في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم. الثاني: أنها نزلت في الحلف الذي كان في الجاهلية بين أهل الشرك , فجاء الإسلام بالوفاء به. الثالث: أنها نزلت في كل عقد يمين عقده الإنسان على نفسه مختاراً يجب عليه الوفاء به ما لم تدع ضرورة إلى حله. وقول النبي صلى الله عليه وسلم:(فليأت الذي هو خير) محمول على الضرورة دون المباح. وأهل الحجاز يقولون. وكّدت هذه اليمين توكيداً , وأهل نجد يقولون أكدتها تأكيداً. قوله عز وجل:{ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً} وهذا مثل ضربه الله تعالى لمن نقض عهده , وفيه قولان: أحدها: أنه عنى الحبْل , فعبر عنه بالغزل , قاله مجاهد. الثاني: أنه عنى الغزل حقيقة. {من بعد قوة} فيه قولان: أحدهما: من بعد إبرام. قاله قتادة.