للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} الآية. في الفرق بين الخلْف بتسكين اللام والخلف بتحريكها وجهان: أحدهما: أنه بالفتح إذا خلفه من كان من أهله , وبالتسكين إذا خلفه من ليس من أهله. الثاني: أن الخلْف بالتسكين مستعمل في الذم , وبالفتح مستعمل في المدح قال لبيد:

(ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلفٍ كجلد الأجْرب)

وفي هذا الخلف قولان: أحدهما: أنهم اليهود من بعد ما تقدم من الأنبياء , قاله مقاتل. الثاني: أنهم من المسلمين. فعلى هذا في قوله {من بَعْدِهِم} قولان: أحدهما: من بعد النبي صلى الله عليه وسلم , من عصر الصحابة وإلى قيام الساعة كما روى الوليد بن قيس حكاه إبراهيم عن عبيدة. الثاني: إنهم من بعد عصر الصحابة. روى الوليد بن قيس عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَكُونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً {خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ}). الآية. وفي إضاعتهم الصلاة قولان: أحدهما: تأخيرها عن أوقاتها , قال ابن مسعود وعمر بن عبد العزيز. الثاني: تركها , قاله القرظي. ويحتمل ثالثاً: أن تكون إضاعتها الإِخلال باستيفاء شروطها.

<<  <  ج: ص:  >  >>