فقالت: منذ سبع سنين وأشهر قال: ويلك والله ما أنصفت ربك , ألا صبرت حتى نكون في هذا البلاء ثمانين سنة والله لئن شفاني الله لأجلدنك مائة جلدة , ثم طردها وقال: ما تأتيني به عليَّ حرام إن أكلته , فيئس إبليس من فتنته. ثم بقي أيوب وحيداً فخر ساجداً وقال: ربِّ , {مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأنتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} وفيه خمسة أوجه: أحدها: أن الضر المرض , قاله قتادة. الثاني: أنه البلاء الذي في جسده , قاله السدّي , حتى قيل إن الدودة كانت تقع من جسده فيردها في مكانها ويقول: كلي مما رزقك الله. الثالث: أنه الشيطان كما قال في موضع آخر {أنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بنُصُبٍ وَعَذَابٍ}[ص: ٤١] قاله الحسن. الرابع: أنه وثب ليصلي فلم يقدر على النهوض , فقال: مسني الضر , إخباراً عن حاله , لا شكوى لبلائه , رواه أنس مرفوعاً.