قوله:{إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِءَايَةً} فيها وجهان: أحدهما: ما عظم من الأمور القاهرة. الثاني: ما ظهر من الدلائل الواضحة. {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} فيه أربعة أوجه: أحدها: لا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصيته. الثاني: أنه أراد أصحاب الأعناق فحذفه وأقام المضاف إليه مقامه , ذكره ابن عيسى. الثالث: أن الأعناق الرؤساء , ذكره ابن شجرة , وقاله قطرب. الرابع: أن العنق الجماعة من الناس , من قولهم: أتاني عنق من الناس أي جماعة , ورأيت الناس عنقاً إلى فلان , ذكره النقاش. قوله {أَوَلَمْ يَرَواْ إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ} أي نوع معه قرينة من أبيض وأحمر , وحلو وحامض. أحدها: حسن , قاله ابن جبير. الثاني: أنه مما يأكل الناس والأنعام , قاله مجاهد. الثالث: أنه النافع المحمود كما أن الكريم من الناس هو النافع المحمود. الرابع: هم الناس نبات الأرض كما قال تعالى: {وَاللَّهُ أَنَبتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتاً}[نوح: ١٧] فمن دخل الجنة فهو كريم , ومن دخل النار فهو لئيم.