{لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ} أي لا يهلكنكم. {وَهُمُ لَا يَشعُرُونَ} فيه وجهان: أحدهما: والنمل لا يشعرون بسليمان وجنوده , قاله يحيى بن سلام. الثاني: وسليمان وجنوده لا يشعرون بهلاك النمل , وسميت النملة نملة لتنملها وهو كثرة حركتها وقلة قرارها , وقيل إن النمل أكثر جنسه حساً لأنه إذا التقط الحبة من الحنطة والشعير للادخار قطعها اثنين لئلا تنبت , وإن كانت كزبرة قطعها أربع قطع {لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ} فحكي أن الريح أطارت كلامها إلى سليمان حتى سمع قولها من ثلاثة أميال فانتهى إليها وهي تأمر النمل بالمغادرة. {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنه تبسم من حذرها بالمغادرة. الثاني: أنه تبسم من ثنائها عليه. الثالث: أنه تبسم من استبقائها للنمل. قال ابن عباس: فوقف سليمان بجنوده حتى دخل النمل مساكنه. {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: ألهمني , قاله قتادة. الثاني: اجعلني , قاله ابن عباس. الثالث: حرضني , قاله ابن زيد فحكى سفيان أن رجلاً من الحرس قال لسليمان , أنا بمقدرتي أشكر لله منك , قال فخرّ سليمان عن فرسه ساجداً.