للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إحدهما: ليا , قاله ابن اسحاق. الثاني: شرفا , قاله ابن جرير. {لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} أي ليكافئك على ما سقيت لنا فمشت أمامه فوصف الريح عجيزتها فقال لها: امشي خلفي ودليني على الطريق إن أخطأت. {فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ} أي أخبره بخبره مع آل فرعون. {قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} قال ابن عباس: يعني أنه ليس لفرعون وقومه عليّ سلطان ولسنا في مملكته. قوله تعالى: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَآ أَبَتِ أَسْتَأْجِرْهُ} والقائلة هي التي دعته وهي الصغرى يعني استأجره لرعي الغنم. {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} فيه قولان: أحدهما: القوي فيما ولي , الأمين فيما استودع , قاله ابن عباس. الثاني: القوي في بدنه , الأمين في عفافه. وروي أن أباها لما قالت له ذلك دخلته الغيرة فقال لها: وما علمك بقوته وأمانته؟ قالت: أما قوته فأنه كشف الصخرة التي على بئر آل فلان ولا يكشفها دون عشرة , وأما أمانته فإنه خلفني خلف ظهره حين مشى. قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ} فروى عبد الرحمن بن زيد أن موسى قال: فأيهما تريد أن تنكحني؟ قال: التي دعتك , قال: لا إلا أن تكون تريد ما دخل في نفسك عليها فقال: هي عندي كذلك فزوجه وكانت الصغيرة واسمها صفوريا. {عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حَجَجٍ} يعني عمل ثماني حجج فأسقط ذكر العمل واقتصر على المدة لأنه مفهوم منها , والعمل رعي الغنم. واختلف في هذه الثماني حجج على قولين: أحدهما: أنها صداق المنكوحة. الثاني: أنها شرط الأب في إنكاحها إياه وليس بصداق.

<<  <  ج: ص:  >  >>