{لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ} يعني في الآخرة. {وَمَكْرُ أُوْلئِكَ هُوَ يَبُورُ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: يفسد عند الله تعالى , قاله يحيى بن سلام. الثاني: يبطل , قاله قتادة. الثالث: يهلك , والبوار الهلاك , قاله قطرب. وفي المراد:{أُوْلئِكَ} قولان: أحدهما: أهل الشرك. الثاني: أصحاب الربا , قاله مجاهد. قوله عز وجل:{وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ} يعني آدم. {ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ} يعني نسله. {ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً} فيه وجهان: أحدهما: أصنافاً , قاله الكلبي. الثاني: ذكراناً وإناثاً , والواحد الذي معه آخر من شكله زوج والاثنان زوجان , قال الله تعالى:{وأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَينَ الذَّكَرَ والأُنْثَى}[النجم: ٤٥] وتأول قتادة قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً} أي زوّج بعضكم لبعض. {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَاّ بِعِلْمِهِ} يعني بأمره. {وَمَا يَعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ منْ عَمُرِهِ. .} الآية. فيه قولان: أحدهما: ما نمد في عمر معمر حتى يصير هرماً. ولا ينقص من عمر أحد حتى يموت طفلاً إلا في كتاب. الثاني: ما يعمر من معمر قدر الله تعالى مدة أجله إلا كان ما نقص منه بالأيام الماضية عليه في كتاب عند الله. قال سعيد بن جبير: هي صحيفة كتب الله تعالى في أولها أجله , ثم كتب في أسفلها ذهب يوم كذا ويوم كذا حتى يأتي على أجله , وبمثله قال أبو مالك , والشعبي. وفي عمر المعمر ثلاثة أقاويل: أحدها: ستون سنة , قاله الحسن.