{لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} أي من يكشف ضررها. {أَفَمِنَ هَذا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} فيه وجهان: أحدهما: من القرآن في نزوله من عند الله. الثاني: من البعث والجزاء وهو محتمل. {وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} فيها وجهان: أحدهما: تضحكون استهزاء ولا تبكون انزجاراً. الثاني: تفرحون ولا تحزنون , وهو محتمل. {وَأَنْتُم سَامِدُونَ} فيه تسعة تأويلات: أحدها: شامخون كما يخطر البعير شامخاً، قاله ابن عباس. الثاني: غافلون , قاله قتادة. الثالث: معرضون، قاله مجاهد. الرابع: مستكبرون، قاله السدي. الخامس: لاهون لاعبون، قاله عكرمة. السادس: هو الغناء، كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا، وهي لغة حمير، قاله أبو عبيدة. السابع: أن يجلسوا غير مصلين ولا منتظرين قاله علي رضي الله عنه. الثامن: واقفون للصلاة قبل وقوف الإمام، قاله الحسن، وفيه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج والناس ينتظرونه قياماً فقال: ما لي أراكم سامدين. التاسع؛ خامدون قاله المبرد، قال الشاعر:
(رمى الحدثان نسوة آل حرب ... بمقد سمدن له سموداً)
{فَاسْجُدُواْ لِلَّهِ وَأعْبُدُواْ} فيه وجهان: أحدهما: أنه سجود تلاوة القرآن , قال ابن مسعود , وفيه دليل على أن في المفصل سجوداً. الثاني: أنه سجود الفرض في الصلاة.