والثاني: ما في عقل الإنسان من الزجر عن الباطل والانقياد إلى الحق. {أَولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُم فِي الآخِرةِ}. وفي أصل الخلاق قولان: أحدهما: أن أصله من الخّلق بفتح الخاء وهو النفس , وتقدير الكلام لا نصيب لهم. والثاني: أن أصله الخُلق بضم الخاء لأنه نصيب مما يوجبه الخُلُق الكريم. {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} فيه قولان: أحدهما: لا يكلمهم الله بما يسرهم , لكن يكلمهم بما يسوءهم وقت الحساب لأنه قال:{ثُمَّ إِنَّ عَلَينَا حِسَابَهُم}. والثاني: لا يكلمهم أصلاً ولكن يرد حسابهم إلى الملائكة. {وَلَا يَنظُرُ إِلَيهِم يَومَ الْقِيَامَةِ} فيه قولان: أحدهما: لا يراهم. والثاني: لا يَمِنُ عليهم. {وَلَا يُزَكِّيهِم} أي لا يقضي بزكاتهم. واختلف أهل التفسير في سبب نزول هذه الآية على ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها نزلت في قوم من أحبار اليهود: أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق , وكعب بن الأشرف , وحيي بن أخطب كتبوا كتاباً بأيديهم , ثم حلفوا أنه من عند الله فيما ادعوا به ليس عليهم في الأميين سبيل , وهو قول الحسن , وعكرمة. والثاني: أنها نزلت في الأشعث وخصيم له تنازعاً في أرض , فقام ليحلف , فنزلت هذه الآية , فنكل الأشعث واعترف بالحق.