والرابع: يعني بكلمة الحق. {وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ} فيه قولان: أحدهما: أن يقول ليوم القيامة: كن فيكون , لا يثنِّي إليه القول مرة بعد أخرى , قاله مقاتل. والثاني: أنه يقول للسموات كوني صوراً يُنْفَخ فيه لقيام الساعة , فتكون صوراً مثل القرآن , وتبدل سماءً أخرى , قاله الكلبي. وفي قوله تعالى:{ ... وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} قولان: أحدهما: أن الصور قرن ينفخ فيه النفخة الأولى للفناء , والثانية للإِنشاء علامة للانتهاء والابتداء , وهو معنى قوله تعالى:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلَاّ مَن شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ}[الزمر: ٦٨]. والثاني: أن الصور جمع صورة تنفخ فيها روحها فتحيا. ثم قال تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ... } فيه قولان: أحدهما: أنه عائد إلى خلق السموات والأرض , والغيب ما يغيب عنكم , والشهادة ما تشاهدون. والثاني: أنه عائد إلى نفخ الصور هو عالم الغيب والشهادة المتولي للنفخة.