للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبل فلم تقتلنى؟

* * *

فإن قيل: كيف قال هابيل لقابيل: (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ)

أى تتصرف بهما، مع أن إرادة السوء والوقوع في المعصية للأجنبي حرام فكيفه للأخ؟

قلنا: فيه إضمار حرف النفى تقديره: أنى أريد أن لاتبوء بإثمى وإثمك، كما في قوله تعالى: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) .

أى أن لا تميد، وقوله تعالى: (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ)

يعنى لا يزال تذكر يوسف، وقال امرئ القيس:

فقلت يمين الله أبرح قاعداً

ولو قطعوا رأسى لديك وأوصالى)

الثانى: أن فيه حذف المضاف تقديره: أنى أريد انتفاء أن تبوء بإثمى وإثمك، كما في قوله تعالى: (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْل) أي حب العجل.

الثالث: أن معناه أنى أريد ذلك إن قتلنى لا مطلقاً.

الرابع: إنه كان ظالماً وجزاء الظالم تحسن ارادته من الله تعالى فتحسن من العبد أيضاً.

* * *

فإن قيل: قوله تعالى: (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) يدل على أن قابيل كان تائبا لقوله عليه الصلاة والسلام: "الندم التوبة " فلا

<<  <   >  >>