للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قيل: قوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ) يدل على أن الفاسق لا يكون مؤمناً؟

قلنا: الفاسق بمعنى الفاجر بدليل قوله تعالى بعده: (وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) ، والتقسيم يقتضى كون الفاسق المذكور هنا كافراً لا كون كل فاسق كافراً، ونظيره قوله تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) وقوله تعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ولم يلزم من ذلك أن كل مجرم كافر، ولا أن كل مسيء كافر.

* * *

فإن قيل: ما فائدة العدول عن قوله تعالى: (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) في قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) ؟

قلنا: لما جعله أظلم الظلمة ثم توعد كل المجرمين بالانتقام (منه دل على أن الأظلم يصيبة النصيب الأوفر من الانتقام) ولو قاله بالضمير لم يفد هذه الفائدة.

* * *

فإن قيل: قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ) سؤال عن وقت الفتح، وهو يوم القضاء بين المؤمنين والكافرين، يعنى يوم

<<  <   >  >>