والإخبار عنه في القرآن على غير ذلك الترتيب أو لأن المكى منه ما نزل قبل الهجرة، فيكون المدنى متأخرا عنه، ومنه ما نزل بعد فتح مكة، فيكون متأخراً عن المدنى، فلم قلتم أن سورة ابراهيم عليه الصلاة والسلام
من المكى الذي نزل قبل الهجرة.
* * *
فإن قيل: أي مدح وشرف لإبراهيم عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى: (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) .
مع ما له من شرف الرسالة والخلة؟
قلنا: قال الزجاج المراد بقوله من الصالحين أي من الفائزين.
قإن قيل: الموت ليس في وسع الإنسان وقدرته حتى يصح أن ينهى عنه على صفة أو يؤمر به على صفة، فكيف قال:(فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ؟
قلنا: معناه أثبتوا على الإسلام حتي إذا جاءكم الموت متم على دين الإسلام، فهو في المعنى أمر بالثبات على الإسلام والدوام عليه أو نهى عن تركه