للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل المنافى له الإخبار عن وجودها لا الإخبار عن إمكان وجوها، ولو سلم فالمراد به نفى شفاعة الأصنام والكواكب التى كانوا يعتقدونها، ولهذا عرض بذكر الكفار بقوله تعالى: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُون (َ.

وقيل: المراد أنه لا شفاعة في إثم ترك الواجبات.

لأن الشفاعه في الآخرة في زيادة الفضل لا غير، والخطاب مع المؤمنين في النفقة الواجبة وهى الزكاة.

* * *

فإن قيل: كيف قال: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .

على جهة الحصر وغيرهم ظالم أيضاً؟

قلنا: لأن ظلمهم أشد فكأنه لا ظالم إلا هم، ونظيره: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) .

* * *

فإن قيل: كيف قال: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ) .

بلفظ المضارع، ولم يقل أخرجهم بلفظ الماضي، والإخراج قد وجد لأن الإيمان قد وجد؟

قلنا: لفظ المضارع فيه دلالة على استمرار ذلك الإخراج من الله تعالى في الزمن المستقبل في حق من آمن، بزيادة كشف الشبهة

ومضاعفة الهداية، وفى حق من لم يؤمن ممن قضى الله أنه سيؤمن بابتداء الهداية وزيادتها أيضاً، ولفظ الماضي لا يدل على هذا المعنى.

* * *

فإن قيل: متى كان المؤمنون في ظلمات الكفر، والكافرون في نور الإيمان ليخرجوا من ذلك؟

<<  <   >  >>