للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كالأنثى يا محمد، وقال بعضهم: هو من كلام أم مريم.

* * *

فإن قيل: كيف نادت الملآئكة زكريا وهو قائم يصلى في المحراب وأجابها وهو في الصلاة كما قال تعالى: (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ) ؟

قلنا: المراد بقوله يصلى أي يدعو لقوله تعالى: (وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ) . أي بدعائك

* * *

فإن قيل: ما فائدة تخصيص يحيى عليه الصلاة والسلام وقوله: (أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ) .

وكل واحد من المؤمنين مصدق بجميع كلمات الله تعالى؟

قلنا: معناه مصدقاً بعيسى الذي كان وجوده بكلمة من الله، وهى كن من غير واسطة أب، وكان تصديق يحيى بعيسى أسبق من تصديق كل أحد في الوجود أو في المرتبة.

* * *

فإن قيل: زكريا سأل الله الولد بقوله: (هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) . والله تعالى بشره بيحيى على لسان الملآئكة، فكيف أنكر (بعد) هذا كله قدرة الله على إعطائه الولد حتى قال: (رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) ؟

قلنا إنما قاله على سبيل الإستفهام والتعجب من عظيم قدرة الله

<<  <   >  >>