للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتارة باعتبار صفته ففعل الظلم لو وجد من الله تعالى وتقدس لكان أعظم من ألف ظلم يوجد من عبيده باعتبار زيادة وصف القبح ونظيره قوله تعالى: (وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) .

على ما يأتى بيانه في موضعه إن شاء الله.

* * *

فإن قيل: في قوله تعالى: (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) . من حق الجزاء أن يتعقب الشرط، وهنا سابق له؟

قلنا: معناه وإن يكذبوك فتأس بتكذيب الرسل قبلك، وضعاً وهو تكذيبهم موضع المسبب وهو التأسى بهم.

* * *

فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: (وَلَا تَكْتُمُونَهُ) في قوله: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) .

والأول مغن عن الثانى؟

قلنا: معناه ليبيننه في الحال ويدومون على ذلك البيان فلا يكتمونه في المستقبل.

الثانى: أن الضمير الأول للكتاب، والثانى: لنعت النبى صلى الله عليه وسلم وذكر هـ، فإنه قد سبق ذكر النبى عليه الصلاة والسلام قبيل هذا.

* * *

فإن قيل: متى بينوا الكتاب لزم بيانه بيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم وذكره.

لأنه من جملة الكتاب الذي هو التوراة والانجيل فقوله

بعد ذلك (لا تكتمونه) . تكرار؟

قلنا: على هذا يكون تأكيداً.

<<  <   >  >>