للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناهين عن المنكر إعلاما بأن الأمر بالمعروف ناه عن المنكر في حال أمره بالمعروف، فهما صفتان متلاذمتان بخلاف باقى الصفات المذكورة، فإنها ليست متلاذمة، ولا ينتقض هذا بقوله تعالى: (الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ) لأنهما ليستا صفتين متلازمتين.

لأن السجود يلزم الركرع، أما الركوع لا يلزم السجود بدليل سجود التلاوة وسجود الشكر، والزمخشري بعمله لم يتكلم على هذه الواو.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) أي بأحسن الذي كانوا يعملون، بإضمار حرف الجر مع أنهم يجزون بحسنه أيضا لقوله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) ؟

قلنا: معناه بحسن الذي كانوا يعملون، وهو الطاعات كلها لا بسيئة وهو المعاصى، فالأحسن هنا بمعنى الحسن، وسيأتى في سورة الروم في قوله تعالى: (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) ما يوضح هذا إن شاء الله تعالى، الثانى: أن معناه ليجزيهم الله أحسن من الذي كانوا يعملون.

* * *

فإن قيل: قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا)

يدل على أن الإيمان يقبل بالزيادة؟

قلنا: قال مجاهد رحمه الله: معناه فزادتهم علما، لأن العلم من ثمرات الإيمان، فجعل مجازاً عنه، والله أعلم.

<<  <   >  >>