للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الماء تبعاً له، ولهذا قدمت آية المطعوم على آية المشروب، فلما كان الوعيد بفقد المطعوم أشد وأصعب أكد تلك الجملة مبالغة فى

التهديد.

* * *

فإن قيل: التسبيح التنزيه عن السوء، فما معنى باسم في قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) وهلا قال تعالى فسبح ربك العظيم؟

قلنا: فيه وجوه أحدها: أن الباء زائدة والاسم بمعنى الذات فصار المعنى ما قلتم، الثانى: أن الاسم بمعنى الذكر، فمعناه فسبح بذكر

ربك، الثالث: أن الذكر فيه مضمر، فمعناه فأحدث التسبيح بذكر اسم ربك، الرابع: قال الضحاك: معناه فصل باسم ربك: أي افتتح الصلاة

بالتكبير.

* * *

فإن قيل: إذا كان القرآن صفة من صفات الله تعالى قائمة بذاته

المقدسة، فكيف قال تعالى: (فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) أي اللوح المحفوظ أو المصحف على اختلاف القولين؟

قلنا: معناه مكتوب في كتاب مكنون، ولا يلزم من كتابة القرآن فى

الكتاب أن يكون (القرآن) حالا في الكتاب كما لو كتب إنسان على كفه ألف دينار لإ يلزم منه وجود ألف دينار في كفه، وكذا لو

كتب في كفه العرش. أو الكرسى، وكذا قال تعالى في صفة النبى صلى الله عليه وسلم: (يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ)

<<  <   >  >>