كما وصفه قومه به، وذلك أشد مناسبة ليكون نافياً عين ما أثبتوه؟
قلنا: الضلالة أقل من الضلال فكان نفيها أبلغ نفى الضلال عنه، كأنه قال: ليس بى شىء من الضلال، كما لو قيل: ألك تمر؟
فقلت: مالى تمرة كان ذلك أبلغ في النفى من قولك
ما لي تمر.
* * *
فإن قيل: كيف وصف الملأ بالذين كفروا في قصة هود دون قصة نوح؟
قلنا: لأنه كان في أشراف قوم هود من آمن به منهم عند هذا القول، فلم يكن كل الملأ من قومه قائلين له:(إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ) بخلاف قوم نوح فإنه لم يكن فيهم من آمن به عند قولهم: (إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
فكان كل الملأ قائلين ذلك، هكذ أجاب
بعض العلماء، وهذا الجواب منقوض بقوله تعالى في سورة هود في قصة نوح:(فقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) وكذا في سورة المؤمنين، وجواب هذا النقض أنه يجوز أن القول كان مرتين، المرة الثانية بعد إيمان بعضهم.