القاطع والاعتقاد الجازم لا مجرد حديث النفس والوسوسة ولأنه أخبر عن المحاسبة لا عن المعاقبة، فهو يوم القيامة يخبر العباد بما
أبدوا وأخفوا ليعلموا إحاطة علمه بجميع ذلك ثم قال: يغفر لمن يشأ فضلا ويعذب من يشأ عدلا كما أخبر في الآية.
* * *
فإن قيل: أي شرف للرسول عليه الصلاة والسلام في مدحه بالإيمان، مع أنه في مرتبة الرسالة، ودرجتها وهى أعلى من درجة الإيمان فما
فائدة قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ) ؟
قلنا: فائدته أن يبين للمؤمنين زيادة شرف الإيمان، حيث مدح به خواصه ورسله، ونظيره في سورة الصافات قوله تعالى في خاتمة
ذكر كل نبي: (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) .
فإن قيل: روى عن ابن عباس أنه قرأ: (وملآئكته وكتابه) .
فسئل عن ذلك فقال كتاب أكثر من كتب
فما وجهه؟
قلنا: قيل: فيه أنه أراد أن الكتاب جنس والكتب جمع، والجنس أكثر من الجمع، لأنه حقيقة في الكل على ما ذهب إليه بعضهم.
ويرد على هذا أن يقال: الكلام في الجمع المضاف والمفرد المضاف والجمع المضاف للاستغراق عرفاً وشرعاً، كقوله لعبده: أكرم أصدقائى
وأهن أعدائى، وقوله: زوجاتى طوالق وعبيدى أحرار بخلاف قوله صديقى وعدوى وأمرأتى، فظهر أن الجمع المضاف أكثر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute