للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنا لا ندعى أنه يهلك مع الإنسان، بل قبله لتؤلمه مشاهدة هلاك محبوبه ومألوفه، (وعن) الثالث: أن المراد ما ترك عليها من دابة بواسطة منع المطر، فيعدم النبات ثم يعدم بواسطة عدمه غير الإنسان من الحيوان، ثم يعدم الإنسان كذا جاء في تفسير هذه الآية والآية التى في آخر سورة فاطر، وهذا الترتيب أبلغ في العذاب.

وأعظم في العقاب من تقديم إهلاك الحيوان على النبات لأن الإنسان إذا بقى حيوانه بلا غلف كان أوجع له، مما إذا أبقى علفه بلا حيوان.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ)

ولم يقل في الجبال وفى الشجر والاستعمال إنما هو بفى يقال اتخذ فلان بيتا في الجبل أو في الصحراء ونحو ذلك؟

قلنا: قال الزمخشري إنما أتى بلفظة (من) لأنه أراد معنى البعضية، وأن لا تبنى بيوتها في كل جبل وكل الشجر ولا في كل مكان من الجبل والشجر، وأنا أقول: إنه إنما ذكره بلفطة (من) لأنه أراد كون البيت بعض الجبل وبعض الشجر كما يشاهد ويرى من بناء بيوت النحل، لأنه متخذ من طين أو عيدان في الجبل والشجر كما

تتخذ الطيور، فلو أتى بلفظة في لم تدل على هذا المعنى ونظيره قوله تعالى: (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا) .

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) وأزواجنا ليست من أنفسنا لأنهن لو كن من أنفسنا

<<  <   >  >>